كانت تلك هيلاري كلينتون في أضعف صورها! فأولا، أبت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة إلا أن تثني على نفسها بشأن العمل من أجل النساء. ثم شنت هجوماً على الجمهوريين على خلفية رسالة يؤكدون فيها أنه حتى يصح لأي اتفاق مع إيران ملزماً ينبغي أن يحظى بموافقة الكونجرس. ثم وصلت إلى موضوع رسائل البريد الإلكتروني، وهنا اتخذت الأمور منحى خطيراً. فقد كانت هيلاري تستعمل بريداً إلكترونياً واحداً للاستعمالين الشخصي والرسمي، وهي تقول إن ذلك كان «ملائماً»، رغم أن ذلك كان يتضمن نقل كل الأشياء التي «يمكن» أن تكون لها علاقة بالعمل. لكن، هل كانت تتلقى مواجز حول الأخطار الأمنية؟ ترد كلينتون فتقول إنها لم ترسل أي شيء يحمل ختم السرية. وتضيف: الآن وحين التفكير في ما حدث وقتئذ بهدوء، أجد أن الأمور كان يمكن أن تتم بشكل أفضل. لكنها تصر على أنها التزمت بالقوانين. لكن، كيف لنا أن نعرف أن العملية كانت آمنة؟ لقد كان جهازاً آمناً، ولم تكن ثمة اختراقات، تقول كلينتون. حسناً، لكن ماذا عن المجازفة وإمكانية حدوث اختراق؟ ثم هل ستقوم بتسليم خادم البريد الإلكتروني؟ كلا، إنه سيبقى خاصاً، تقول هيلاري. باختصار، تقول السيدة الأولى سابقاً، عليكم أن تثقوا فينا، حتى وإن لم تتبع القواعد التي يُتوقع من الآخرين احترامها. إنها تريدنا أن نصدق أنها التزمت بالقوانين. والحال أن تلك الإجابة لا تبدد تخوفاتنا بشأن آدائها وحرصها على السرية. أما بخصوص المزاعم التي تفيد بأن مؤسساتها تلقت أموالاً من بلدان لا تحترم حقوق المرأة، فهي تشدد على أن مؤسستها تقوم بعمل جيد في هذا الصدد، ولم تعطِ أي مؤشر على وجود أي مظهر من مظاهر الاختلال أو النفاق، فاعترافها بذلك يشير إلى أنها قادرة على الإحساس بالخجل، لكننا نعلم أنها ليست كذلك. جينفر روبن مدونة أميركية محافظة ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»