أربعة أيام فقط بقيت على انطلاق الناخبين الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع يوم 17 مارس الجاري. السؤال الأكبر هنا هو: ماهي السيناريوهات المتوقعة لشكل الحكومة الإسرائيلية القادمة؟ أو بصيغة أخرى: من سيرأس الحكومة ويحكم الدولة في إسرائيل؟ هل هو بنيامين نتنياهو زعيم «ليكود»، أم أنه يتسحاق هرتزوج زعيم حزب «العمل» وقائد «المعسكر الصهيوني» المؤلف من حزبه وحزب «الحركة» بزعامة ليفني؟ أم أن هناك سيناريو ثالثاً سيتناوب فيه كل من الأخيرين على رئاسة الحكومة بالتساوي؟ لكي نجيب علينا أن نعلم أن الاستطلاعات تشير إلى أن هرتزوج سيتفوق على نتنياهو في المباراة الثنائية بين «ليكود» و«المعسكر الصهيوني»، ذلك أن الاستطلاعات ظلت تمنح هرتزوج عدداً من مقاعد الكنيست يزيد بمقعد أو مقعدين على نتنياهو. لقد كان أحد أهداف نتنياهو من إلقاء خطابه أمام الكونجرس حل اتفاق إدارة أوباما مع إيران، أن يبدو كزعيم مستعد لمواجهة أقوى رئيس في العالم حفاظاً على ما يعتبره المصالح العليا لإسرائيل. مع ذلك، فإن التصفيق الحاد الذي حصل عليه من أعضاء الكونجرس الجمهوريين المعارضين لأوباما، عدة مرات، لم ينجح في تغيير الميزان الانتخابي بينه وبين هرتزوج. صحيح أن رصيده صعد من 21 مقعداً بالكنيست إلى 23 مقعداً في استطلاعات صحيفة «إسرائيل اليوم» والقناتين الثانية والعاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، إلا أن نفس الاستطلاعات منحت معسكر هرتزوج 24 مقعداً، أي أنه ظل متفوقاً على «ليكود» بقيادة نتنياهو. وينبغي أيضاً أن نضع في الحسبان أن هناك عرفاً سياسياً يقتضي من رئيس الدولة في النظام السياسي الإسرائيلي أن يقوم باستطلاع رأي جميع الأحزاب الفائزة في الانتخابات والاستماع إلى تزكيتها لمرشح معين لتشكيل الحكومة، ويمكن أن يكون هذا المرشح الذي يحصل على تأييد الأحزاب ذات الأغلبية مهزوماً في المباراة الثنائية. وهذا يعني أنه لو جاءت النتائج مطابقة للاستطلاعات المذكورة، فإن نتنياهو سيحظى بتشكيل الحكومة بفضل تأييد أحزاب اليمين والمتدينين صاحبة أغلبية المقاعد كما تشير الاستطلاعات حتى لو هزمه هرتزوج في المباراة الثنائية. والمرجح حتى الآن هو هذا السيناريو، أي عودة نتنياهو إلى حكم إسرائيل ما لم تندفع الكتلة الوسطى من الناخبين إلى تأييد معسكر هرتزوج وأحزاب الوسط واليسار القريبة منه. لقد ظهر سيناريو الحكومة الوطنية الجامعة بين الرجلين عندما سرب أحد الصحفيين خبراً يفيد بأن الرئيس الإسرائيلي قال في مجلس خاص، إنه إذا لم يحسم أحد المعسكرين المتنافسين المعركة بأغلبية كبيرة، فإنه سيدفع في اتجاه تشكيل حكومة تحالف وطني بين هرتزوج ونتنياهو. صحيح أن استطلاع الرأي الذي أجرته إذاعة الجيش كشف عن أن 53 في المئة من الناخبين يرفضون هذا السيناريو، إلا أنه يظل مطروحاً من جانب الرئيس الذي يريد حكومة تتمتع بأغلبية كبيرة تضمن استقرار الحكم. نحن إذن بين سيناريو أن يحكم نتنياهو كزعيم لمعسكر اليمين والمتدينين، وبين سيناريو قيام حكومة ائتلافية يشاركه في رئاستها هرتزوج بالتقاسم الزمني.