في ثنايا الحوار الذي أجرته صحيفة «الاتحاد» مع سموها؛ بمناسبة «اليوم العالمي للمرأة»، ذكرت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، أن المرأة الإماراتية تشغل الآن أربعة مقاعد في مجلس الوزراء، وتُمثل بثمانية مقاعد في المجلس الوطني الاتحادي، وست سفيرات وقناصل للدولة في الخارج، وما يناهز الـ 180 يعملن في وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية التابعة لها، بالإضافة إلى عملها في مناصب قضائية، وفي قطاع الطيران المدني والعسكري، ووزارة الداخلية، كما أنها تشغل نحو ثلثي الوظائف الحكومية العامة، ونحو ثلث المناصب القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار، ونحو 15% من الوظائف الأكاديمية، وتشغل أيضاً نحو خُمسَي الوظائف في القطاع المصرفي، فضلاً عن مشاركتها الفاعلة في ريادة الأعمال عبر تأسيس المشروعات الجديدة وإدارتها لاستثمارات تصل إلى نحو 42 مليار درهم، ومشاركتها في تشكيل مجالس إدارات الغرف التجارية والصناعية في الدولة. هذه المؤشرات تلخص المكانة المميزة التي باتت تحتلها المرأة الإماراتية في مجتمعها، وإسهاماتها النوعية في مسيرة التطور والبناء في هذا المجتمع، وتوضح إلى أي مدى أصبحت المرأة الإماراتية شريكة حقيقية في تطوير مجتمعها ومنافسة قوية للرجل على شغل الوظائف والمناصب والمشاركة في جميع الأنشطة والقطاعات. وقد حققت المرأة الإماراتية هذه المكانة بفضل السياسة الوطنية التي تتبعها الدولة تجاهها، التي تقوم على مبدأ التمكين، التي ساعدتها بالفعل على اكتساب الخبرات والمهارات الضرورية لدخول معترك المنافسة مع الرجل. وقد تجلت نتائج هذه السياسة في تضاؤل حجم الفوارق بين الجنسين (الرجل والمرأة) في التحصيل العلمي في الدولة إلى نسبة لا تتعدى الـ1%، وانخفاض نسبة الأمية بين النساء إلى 1% فقط، وهي نسبة غير مسبوقة على مستوى العالم، حتى إن الإمارات الآن تحتل المرتبة الأولى عالمياً في «مؤشر احترام المرأة» بفضل ذلك، بحسب تقرير «الفجوة بين الجنسين لعام 2014» الصادر عن «المنتدى الاقتصادي العالمي». وقد أكدت «أم الإمارات» في حوارها مع صحيفة «الاتحاد» نقطتين مهمتين، كان لهما دور كبير في صياغة السياسة الوطنية الإماراتية تجاه المرأة، التي وضعت المرأة في المكانة التي تليق بها، سواء داخل المجتمع الإماراتي أو على المستوى العالمي: النقطة الأولى، هي الرؤى الحكيمة للقائد المؤسس -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، وإيمانه بأهمية دور المرأة المحوري في بناء الوطن، التي كان لها الفضل الأكبر في تمكين المرأة الإماراتية من تحقيق هذه المكتسبات والإنجازات النوعية في شتى المجالات. النقطة الثانية، أن رؤية القائد المؤسس تعمقت في نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- الذي عزز هذه الرؤية بإطلاق العديد من البرامج الاستراتيجية الطموحة لتمكين المرأة، وفتح أمامها آفاقاً واسعة لتكون شريكاً أساسياً في مختلف مجالات العمل الوطني، لتتبوأ أرفع المناصب السيادية التنفيذية والتشريعية، ومختلف المناصب القيادية العليا، التي تتصل بوضع الاستراتيجيات واتخاذ القرار، وبناء مستقبل وطنها. في النهاية، فإن الفضل في صياغة وترسيخ سياسة تمكين المرأة الإماراتية يعود في جزء كبير منه أيضاً إلى جهود «أم الإمارات»، التي دشنت العديد من المؤسسات الوطنية النسوية وتبنّت العديد من المبادرات المهمة والرائدة، وليست «الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في الإمارات 2015-2021»، التي أطلقتها سموها، مؤخراً، إلا خطوة جديدة في مسيرتها الطويلة والمتميزة في هذا المجال. ـ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.