إلى كل من تصور أن أوباما لن يجعل إيران تحتفظ ببرنامجها النووي المحظور ومن ثم الحصول على ضوء أخضر للانتشار بعد عشر سنوات، أقول لكم إنكم مخطئون. في الواقع، أن أوباما يستسلم كلياً بعد سنوات من القول إن المفاوضات ستعلن صراحة أن إيران عليها التخلي عن طموحاتها النووية. وكانت حجته أن إيران أرادت أن تكون ضمن الأسرة الدولية، وفيما بعد (بعد أن عارض العقوبات) كانت حجته أن العقوبات قد أجبرت إيران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، بيد أنه يعترف الآن أنه كان مخطئاً تماماً. وفي رده الغريب للغاية على خطاب نتنياهو، لم يختلف أوباما على أنه يقوم بهذه التنازلات الهائلة ولم يجادل أنها كانت حكيمة. وبدلا من ذلك، قال إن نتنياهو لم يذكر شيئاً جديداً، وشكا أن نتنياهو لم يقدم بديلا. دعونا نتناول الحجة الأخيرة. فهناك قائمة كاملة من المشاكل تتعلق بشكوى الرئيس. أولاً، أن الخطاب لم يتضمن بديلا: الانتظار وزيادة العقوبات. يقول الكثيرون أن نتنياهو يصر على تغيير النظام. وهذا غير صحيح. إنه يطالب بأن تغير إيران سلوكها، تماماً كما كان من المفترض أن يطالب أوباما بأن تتخلى إيران عن سعيها للحصول على أسلحة نووية. وربما يتعين على الرئيس أن يقول بالضبط ما وعد به: إذا لم يتم التوصل لاتفاق، سيكون أول من يدعم المطالبة بزيادة العقوبات. ثانياً، منذ متى يطالب رئيس بأن يأتي حليف بحل لإخراجه من اضطرابه؟ إذا كان الاتفاق سيئاً، فقد ذكر أوباما أنه لا يوجد اتفاق أفضل، فماذا كان من المفترض أن يكون البديل إذا كان لا يوجد اتفاق أفضل لمسار العمل؟ ثالثاً، إن الاتفاق الأصلي في عقل أوباما هو «بعيد المنال»، كما أصرت سوزان رايس، لأن إيران قالت لا. ولكن كيف يعلم أن إيران لن تبقى على طاولة التفاوض أو تغير رأيها. فالنظام الذي خدع وما زال يخدع وأخفى برنامجه المحظور، من شأنه أن يخفي أنه على أعتاب أزمة اقتصادية ويأتي بكل أنواع التهديدات في محاولة للاحتفاظ بما حصل عليه بالفعل. وربما كان أوباما مجرد مفاوض سيئ – تماماً كما رأينا في تعاملاته مع آل كاسترو. ــ ــ ـــ ـ جنيفر روبين محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»