جاء تصريح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال زيارته مؤخراً، لمقر «مهرجان دبي كانفس» الثقافي الفني، الذي انطلقت فعالياته، يوم الأحد الماضي في دبي، ويستمر أسبوعاً، معبّراً عن النهج غير التقليدي الذي تتبعه حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، في طريقها نحو التنمية، ونقل المجتمع الإماراتي إلى المستقبل، والارتقاء به إلى مصافّ الدول المتقدمة. إذ أكد سموه أن «الإبداع مطلب مهم لكل من ينشد التميز في الحياة، ومداد لا غنى عنه في رحلتنا نحو المستقبل»، كما أكد سموه «قيمة الإبداع كوسيط وجسر للتواصل بين الشعوب، وأداة لإيجاد مساحة مشتركة للتفاهم والتقارب بين الناس على اختلاف ثقافاتهم، لما لذلك من أثر في إفشاء روح السلام والتعايش والوئام». الشق الأول من تصريح صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يحمل دلالة إيجابية مهمة بالنسبة إلى تعامل حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة مع مسؤولياتها تجاه المجتمع المحلي، إذ إنه يؤكد أنها تتبنى الإبداع والابتكار كوسيلة للوفاء بهذه المسؤوليات، ولتحقيق الإنجازات النوعية الفريدة، والارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطن الإماراتي وتحقيق تطلعاته، والحفاظ على ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقدمها نحو الوصول إلى القمة. وهذا التصريح يتماهى تماماً مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للابتكار، ومع مبادرة تخصيص عام 2015 عاماً للابتكار في الإمارات. الشق الثاني من تصريح صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يتعلق بتعامل الإمارات مع محيطها الخارجي، فتأكيد سموه على أهمية وقيمة الإبداع كوسيط وجسر للتواصل وإيجاد مساحة مشتركة للتفاهم والتقارب وبث روح السلام والتعايش بين الشعوب على اختلاف ثقافاتهم وأعراقهم، يدل على أن دولة الإمارات العربية المتحدة ما زالت تلتزم المبادئ المتأصلة في سياستها الخارجية، التي وضع لبنتها الأولى المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والتي تقوم على الالتزام بالمواثيق والقوانين الدولية، وتسعى إلى إقامة علاقات مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وتجنح إلى حلّ النزاعات بالحوار والطرق السلمية، وتحرص على الوقوف إلى جانب قضايا الحق والعدل والإسهام الفعال في دعم الاستقرار والسلم الدوليين. وهذا النهج المتسامح والمنفتح على الآخر هو ما جعل الإمارات الآن واحدة من أكثر دول العالم انفتاحاً على الخارج، ومن أكثرها قبولاً للآخر. وهذا النهج التنموي الذي تتبعه دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يمكن وصفه بالنهج المتوازن والحضاري، أثبت فاعلية كبيرة في تحقيق الأهداف المنشودة منه على المستويين المحلي والخارجي، فعلى المستوى المحلي تُعدُّ دولة الإمارات العربية المتحدة الآن واحدة من أفضل دول العالم في مؤشرات التنمية بجميع جوانبها، سواء تعلق الأمر بالمؤشرات الكمية أو المؤشرات النوعية، ويُعدُّ شعبها من أسعد شعوب العالم، وفق المسوح العلمية لمنظمة الأمم المتحدة. وعلى المستوى الخارجي، فإن شبكة العلاقات الفاعلة والإيجابية، التي تربط الإمارات بدول العالم المختلفة في الشرق والغرب، تعدّ مؤشراً حقيقياً إلى كفاءة سياستها الخارجية وحيويتها، التي بنت لها صورة إيجابية لدى جميع البلدان والشعوب والمنظمات الدولية، ورسّختها على مر العقود. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية