يشير العلاج الهرموني البديل، أو الإحلال الهرموني (Hormone Replacement Therapy)، إلى نظام من العلاج بالهرمونات والعقاقير الطبية، يستخدم غالبا للنساء، مع تقدمهن في العمر، وانقطاع الطمث أو الدورة الشهرية، أو ما يعرف بسن اليأس. ورغم أن سن اليأس يعتبر مرحلة طبيعية في الدورة التناسلية للمرأة، تحدث عندما يتوقف المبيضان عن إنتاج هرمون الإستروجين، إلا أن هذا الانخفاض في مستويات الأستروجين، يترافق بتغيرات فسيولوجية وعضوية، تظهر على شكل نوبات من ارتفاع درجة حرارة الجسم، وزيادة سرعة ضربات القلب، بالإضافة إلى تغيرات نفسية، مثل الاكتئاب، أو القلق والتوتر، والتغيرات المزاجية. ورغم أن البعض يرى هذه الحالة كجزء طبيعي من مراحل حياة المرأة لا يتطلب العلاج، إلا أن آخرين يرون أن وطأة الأعراض، وما تسببه من اضطراب في حياة المرأة، هي من الشدة بحيث تتطلب التدخل الطبي والعلاج. ورغم أن هذه الحكمة الطبية ثابتة منذ زمن طويل، وتوظف لمساعدة النساء على تخطي أعراض انقطاع الطمث، إلا أن العقد الماضي شهد زيادة ملحوظة وواضحة في عدد الوصفات الطبية، لنوع مماثل من الإحلال أو الاستبدال الهرموني للرجال، باستخدام هرمون الذكورة، أو التيستيرون، وهو ما ترافق أيضا مع زيادة مماثلة في حجم الشكوك في أن هذه المادة البيولوجية الفعالة يساء استخدامها، وفي مقدار المخاوف من أن العواقب الصحية لذلك قد تكون غير حميدة، وربما حتى خطيرة. ويمكن إدراك حجم الزيادة الأخيرة في عدد متعاطي هرمون الذكورة، من حقيقة أن عدد الوصفات الطبية التي صرفت لعقاقير وأدوية هادفة لزيادة مستوى هذا الهرمون في الجسم عام 2013، بلغ أكثر من 2.3 مليون وصفة طبية، في الولايات المتحدة فقط، وبزيادة قدرها 77 بالمئة عن عام 2010، بينما تخطت المبيعات حاجز الاثنين مليار دولار سنويا. وهو ما حدى بهيئة الأغذية والعقاقير الأميركية، لتحذير الأطباء من فرط استخدام مثل تلك الأدوية والعقاقير شائعة الاستخدام، مؤكدة على أنه لم يتم التأكد بعد من سلامتها للاستخدام طويل المدى، أو فعاليتها في علاج بعض مظاهر التقدم في السن، مثل انخفاض الرغبة الجنسية، والإحساس بالإرهاق والتعب. وعلى عكس النساء اللاتي يمررن بسن اليأس، أو انقطاع الطمث، ينخفض مستوى هرمون التيستيرون، في الرجال بشكل تدريجي مع التقدم في العمر، كما أن مستوى ودرجة هذا الانخفاض، يختلف ويتباين بين رجل إلى آخر. وبوجه عام، ينخفض مستوى الهرمون بمقدار 50 بالمئة، أو النصف، مع بلوغ العقد الثامن. وتختلف وتتباين الآراء بين الأطباء والعلماء، حول الأهمية الصحية والطبية لمثل هذا الانخفاض، وهو الاختلاف الذي يمتد أيضاً إلى كيف ومتى يجب أن يبدأ العلاج للرجال الذي انخفض مستوى الهرمون لديهم؟ فعلى سبيل المثال، توصي الجمعية الأميركية لأمراض الذكورة (American Society of Andrology)، ببدء العلاج، إذا ظهرت أعراض وعلامات نقص هرمون الذكورة– أو ما يعرف أحيانا بسن اليأس في الرجال- بالترافق مع انخفاض مستوى هرمون التيستيرون، في الرجال الذين تقدموا في السن. إلا أن هذه التوصية، ومثل هذا العلاج، وحتى نهاية العام الماضي، كانا لا زالا تحت مراجعة هيئة الأغذية والعقاقير الأميركية، على صعيد الأمن والسلامة، بالنظر إلى التبعات السلبية للعلاج بهرمون التيستيرون على القلب والشرايين، وعلى سرطان البروستاتا، وزيادة احتمالات الوفاة. فرغم أنه حتى عام 2010، لم تظهر الدراسات أية علاقة بين التيستيرون والمشاكل الصحية السابقة، إلا أن نتائج بعض الدراسات الحديثة، زادت من المخاوف والقلق من وجود مثل تلك العلاقة. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة نشرت عام 2013 في إحدى الدوريات الطبية المرموقة (Journal of the American Medical Association)، أن العلاج بهرمون التيستيرون يرتبط بشكل ملحوظ بزيادة احتمالات التعرض لمضاعفات صحية خطيرة. وكانت هذه الدراسة قد بدأت في أعقاب أبحاث سريرية عشوائية للعلاج بالتيستيرون، وأضطر القائمون عليها لوقفها قبل انتهائها، نتيجة المضاعفات الخطيرة التي نتجت على القلب والشرايين. وإذا كان الشخص مصاباً بسرطان من النوع الذي يتميز بنمو وانتشار بطيء، فيعتقد أن العلاج بالتيستيرون يزيد من معدلات نمو وانتشار مثل هذه الأنواع من الأمراض الخبيثة. ورغم أنه لم يثبت حتى الآن، وجود علاقة مباشرة بين العلاج بالتيستيرون وبين الإصابة بسرطان البروستاتا، إلا أن على الأطباء والمرضى توخي الحذر من احتمال وجود مثل هذه العلاقة.