إن صناعات الإمارات في المجال الدفاعي من مدرعات وطائرات من دون طيار وصواريخ وسفن وذخائر هي محل فخرنا وهي درع لنا وردع لأعدائنا وأمن وأمان لمجتمعنا. هذا ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بعد افتتاحه لمعرض مؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس 2015» ومشاهدته للعديد من الصناعات العسكرية الوطنية المعروضة في داخل المعرض، ودلالات مثل هذه الكلمات تكمن في أن سموه حدد لنا من خلالها بدقة معالم التطور والتقدم الذي وصلت إليه الصناعات العسكرية الوطنية في الإمارات، ليس فقط لأنها جزء من الصناعات الوطنية المختلفة وأحد مظاهر التقدم الصناعي والتقني الذي تسعى الدولة جاهدة لتحقيقه في كل المجالات بل لأنها أيضاً جزء من النجاح الذي وصلت إليه السياسة الاستراتيجية الحكيمة التي اتبعتها القيادة الرشيدة لتحقيق مثل هذا الهدف، وبناء قاعدة صناعية عسكرية في مختلف المجالات التي جعلت دولة الإمارات اليوم تمتلك مكانة تنافسية عالية بين صناع السلاح في العالم. لقد علمتنا الأحداث التاريخية والدروس المريرة للحروب التي حدثت في المنطقة، أن الحلول المؤقتة في مواجهة التحديات غير ملائمة، وأن الحل هو أن تكون لنا صناعتنا وقوتنا العسكرية المستقلة، وأن يكون مثل هذا الأمر هو القاعدة الأساسية التي نتحرك من خلالها لمواجهة التحديات والأخطار والأطماع الخارجية العديدة. إن العالم العربي اليوم يقف عند منعطف تاريخي مهم وخطير وقد آن الأوان لأن تكون لنا صناعتنا العسكرية الخاصة، والمستقلة، وخصوصيتنا المتميزة، بحيث نضمن لأنفسنا صناعة رادعة ضد المطامع الخارجية ونتمسك في نفس الوقت بسياستنا السلمية، والتي نحرص كل الحرص من خلالها على دعم الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والعالم. ويدرك الاقتصاديون أن تشجيع الصناعات الوطنية في كل المجالات هو الخطوة المهمة التي تشكل النواة الرئيسية والقاعدة الأساسية لدفع الاقتصاد الوطني نحو التطور والتقدم والازدهار وأخذ المكانة التي تليق به، وهو خطوة لاتباع أسلوب الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس وتخفيض مستوى الاعتماد على العالم الخارجي، وقد عبر عن ذلك بدقة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عندما قال بعد مشاهدته للعديد من الصناعات المعروضة لشركات السلاح الوطنية في «آيدكس» 2015: «المعارض المصاحبة تعد نافذة لتسليط الضوء على صناعاتنا الدفاعية الوطنية التي أصبحت تتمتع بثقة عالمية متنامية وذلك بفضل الجهود التي تبذلها دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، من أجل تطوير هذه الصناعة وتحديثها وتوفير الظروف الملائمة لنموها ما يجعلها تملك قدرة تنافسية عالية تمكنها من التنافس مع كبريات الشركات العالمية، والإسهام في تكوين كوادر وطنية مدربة وقادرة على التعامل مع تكنولوجيا الصناعات المتقدمة، ما يعد أحد معالم النجاح الذي تشهده مسيرة التنمية الشاملة في الدولة». إن الخبراء والاقتصاديين يعتبرون مثل هذا التوجه الذي تقوده دولة الإمارات توجهاً حكيماً ومحموداً لأنه سيقود الإمارات إلى أن تكون لها مكانتها التنافسية العالية، خاصة أمام التهديدات المحدقة بالمنطقة وتصميم بعض الدول الإقليمية المجاورة على الاستمرار في برنامجها النووي العسكري. إن قواعد اللعبة السياسية والاستراتيجية والاقتصادية في المنطقة والعالم أخذت تتغير جذرياً واستراتيجياً، والشيء الوحيد الذي سيكون بمقدورنا الدفاع عن أنفسنا من خلاله والمحافظة على منجزاتنا أمام مثل هذه التغيرات الاستراتيجية هو قدرتنا على الردع ومواجهة مثل هذه التحديات الخطيرة.