شاهدنا اعتراضات هائلة خلال الأسبوع الماضي حول الاعتقاد بأن وسائل الإعلام الليبرالية متحيزة تحيزاً شديداً. ولكن ذلك الاعتقاد ليس نتيجة تحيز الإعلام الليبرالي حقيقة؛ ومعظم التحيز له علاقة بأساليب العمل الصحفي، كأن تحصل أخبار الرئيس على مساحة واهتمام أكبر من المقالات الخاصة بحكام الولايات وهكذا. وفي بعض الحالات، تلعب المصلحة الخاصة بوسيلة الإعلام دوراً كبيراً، سواء أكانت تروج لحرية الصحافة، على سبيل المثال، أو دعم أي شخص تعتقد أنه قد يتغلب على هيلاري كلينتون، ويحصل على ترشيح الحزب «الديمقراطي» في الانتخابات الرئاسية، كوسيلة لنيل أي فائدة في حدث مرتقب. ولكن ما يعزز الاعتقاد بوجود تحيز ليبرالي، أنه التفسير السائد الذي يطلقه «المحافظون» على كل شيء يحدث تقريباً، ولطالما كان ذلك تفسيرهم خلال العقود الأربع الماضية على الأقل. وتكرار الشيء لفترة طويلة، من دون معارضة قوية، يجعل الناس يقبلونه ويقتنعون به. لذا، فإن رد الفعل على خبر عمدة مدينة نيويورك السابق «رودي جولياني»، الذي زعم فيه أن أوباما «لم يحب» أميركا، أثار اتهامات التحيز الإعلامي من «المحافظين»، وقال بعضهم إنه لم يكن خبراً من الأساس لأن «جولياني» لم يشغل منصباً رسمياً منذ سنوات، ولا أحد يكترث لما يقول. وغضب البعض من الضغط على المرشحين «الجمهوريين» لتوضيح ما إذا كانوا يتفقون أو يختلفون مع «جولياني»، واتهموا وسائل الإعلام الليبرالية بأنها تحاول جعل السياسيين المحافظين يبدون حمقى! ولكن كانت هناك تغطية موازية تماماً لشكوى الديمقراطي «هاورد دين» من أن حاكم ولاية ويسكونسين«سكوت ووكر» لا ينبغي أن يكون رئيساً لأنه لم يحصل على درجة جامعية. وترك «جولياني» المنصب الرسمي في عام 2001، وترشح لمنصب الرئيس في عام 2008، ومنذ ذلك الحين ظل خارج المشهد السياسي باستثناء الظهور في برامج تليفزيونية طوال الوقت. وبالمثل ترك «دين» منصبه بعد «جولياني» بعام واحد، وخاض الانتخابات الرئاسية في عام 2004، وظل رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية حتى عام 2008، ومنذ ذلك الحين ظل خارج المشهد السياسي باستثناء الظهور في برامج تليفزيونية طوال الوقت. ولكن الاتهامين شجبهما الجميع بشكل كبير؛ وأثار كلا الاتهامين تراشقاً حزبياً متوقعاً، وانعكاسات مهمة قليلة. ولكن الليبراليين لم يصرخوا من تحيز وسائل الإعلام «المحافظة» في قضية «دين ـ ووكر»، لأنهم لا يعتبرون أن كل خبر يعدّ مثالاً على التحيز ضدهم، ولكن «المحافظين» يفعلون. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»