اخترق قراصنة من تنظيم «داعش» موقع صحيفة «الاتحاد» وقناة أبوظبي ونشروا بياناً مؤيداً للتنظيم الإرهابي، وكان اللافت في بيان القراصنة الإشارة إلى استخدام الصحيفة لمصطلح «داعش» للإشارة للتنظيم الإرهابي وليس «الدولة» المزعومة، كما يروج التنظيم لنفسه، بعد أن أعلن قيام «دولة» البغدادي، وهي تسمية تنم عن نوايا التمدد خارج بلاد الشام والعراق، أي أنها «باقية وتتمدد»، كما تقول الدعاية السياسية للتنظيم الإرهابي! والحقيقة أن ما جاء في بيان القراصنة يشير إلى حساسية اللفظ والأهمية التي يوليها التنظيم للدعاية الإعلامية! فبعض وسائل الإعلام العربية وبعض السياسيين لا يزال يسمي «داعش» باسم «الدولة الإسلامية»! بقصد أم بجهل أو بادعاء أن «المهنية» تستدعي استخدام المصطلح الذي ارتأى التنظيم الإرهابي أن يستخدمه لنفسه! ولا تختلف وسائل الإعلام الغربية في وصفها لـ«داعش»، إذ إن بعض هذه الوسائل يستخدم الأحرف (ISIL) اختصاراً لعبارة «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وهي الطريقة التي تستخدمها الحكومة الأميركية، في حين أن وسائل إعلامية أخرى تستخدم سوريا بدلاً من الشام في الاسم ليصبح اختصار الاسم (ISIS)! وبدأت بعض الدول ووسائل الإعلام الغربية في استخدام حرفي (IS) بما يتماشى مع إعلان داعش لـ«الدولة» المزعومة، للإشارة إلى اختصار الاسم كما يريد التنظيم الإرهابي. وفي الحقيقة، لا أعرف حتى الآن لماذا يستمر الإعلام العالمي والعربي في تسمية إرهابيي تنظيم داعش بـ«الدولة»؟! كان وزير الخارجية سمو الشيخ عبدالله بن زايد قد قال في بيانه أمام الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن الدولي في سبتمبر الماضي: «أود من على هذا المنبر وكعربي مسلم أن أرفض رفضاً قاطعاً تسمية كيان داعش الإرهابي بـ"الدولة الإسلامية"»، ودعا الجميع لمشاركته «هذا الرفض والتضامن مع مئات الملايين من المسلمين في استهجانهم استباحة ما هو عزيز لديهم جميعاً، من طرف شرذمة إرهابية إجرامية». وجدد الدعوة وزير الدولة الإسباني المكلف بالأمن «فرانشيسكو مارتينيز» الثلاثاء الماضي، داعياً وسائل الإعلام والخبراء إلى استخدام تسمية «داعش»؛ لأنها «مهينة» للتنظيم الإرهابي، وقال «يسعى منتسبوه لإعطاء أنفسهم صفة سياسية وأن يبدو التنظيم كذلك فريداً ومتماسكاً وقوياً ومتميزاً عن المنظمات الإرهابية الأخرى». وأضاف: «داعش بالعربية قريبة لفظاً من كلمة داعس، بمعنى ما ندوس عليه ونسحقه. هذه التسمية التي يستخدمها أعداؤه والتي يعتبرها التنظيم الإرهابي مهينة». وكانت دار الإفتاء المصرية قد دشنت حملة في شهر أغسطس 2014 على مواقع التواصل الاجتماعي دعت إلى تغيير التسمية التي أطلقها التنظيم على نفسه، معتبرة أنه ساهم في تشويه صورة الإسلام. وكانت الحكومة الفرنسية قد اختارت استخدام تسمية «داعش»، وفي كلمة الرئيس الأميركي أوباما يوم الأربعاء الماضي في قمة البيت الأبيض، التي ناقشت سبل مواجهة التطرف والإرهاب، تفادى استخدام اسم «الدولة الإسلامية» واستخدم الأحرف الأولى لاسم التنظيم القديم بالإنجليزية، وقال أوباما: «هذا التنظيم يطلق على نفسه "الدولة الإسلامية"، ولكنّ هناك أمرين يجب أن يكونا واضحين: داعش ليس إسلامياً، ما من دين يؤيد قتل الأبرياء، وغالبية ضحايا داعش من المسلمين». ومن المهم أن ينتبه الخطاب الإعلامي العربي والعالمي إلى عدم استخدام المصطلحات التي تروج للإرهاب أو قد توحي لعقل المتلقي بأن تنظيم «داعش» الإرهابي له مشروعية من أي نوع. لقد شوهت التسمية التي يروج لها تنظيم «داعش» صورة الإسلام، فمن الذي منح هذا التنظيم الإجرامي أن يكون «الدولة» ويتسمى بـ«الإسلام»، والدين من أفعال هذا التنظيم براء؟ إنهم «داعش» فقط وبلا قوسين.