تجسيداً لقرار مجلس الوزراء بخصوص إعلان العام الجاري 2015 عاماً للابتكار في دولة الإمارات العربية المتحدة، أطلقت «جامعة خليفة» تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مجلس أمناء الجامعة، «مسابقة محمد بن زايد العالمية للروبوت»، والتي يبلغ مجموع جوائزها 5 ملايين دولار، من أجل تشجيع الطلاب في الدولة على الإبداع والابتكار لخدمة المجتمع الإماراتي، ومن أجل استقطاب المواهب من أنحاء العالم كافة، لتقديم ابتكاراتهم وأفكارهم لتعزيز صناعة وتطبيقات الروبوت والذكاء الاصطناعي العالمية، خدمةً لأهداف التنمية العالمية. ورغم أن صناعة الروبوت واستخداماته تأتي في صلب مبادرات الاستراتيجية الإماراتية للابتكار، وكان لها حضور قوي ضمن جلسات القمة الحكومية الأخيرة، ضمن توجهات الدولة باستغلال التطور التكنولوجي لتحسين الخدمات الحكومية، وما أسفرت عنه من مبادرات، كإطلاق جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي، فإن اهتمام الدولة بتعزيز هذا القطاع سبق هذه الفعاليات بسنوات كثيرة، وتجلى ذلك في لجوء مؤسسات بالدولة للاستعانة بالروبوت للارتقاء بمستوى خدماتها، وفي المسابقات والمعارض التي نظمتها الدولة على أراضيها أو شاركت فيها حول العالم. وبالنسبة لاستخدام مؤسسات بالدولة للروبوتات، فخلال السنوات الأخيرة تعددت المؤسسات التي تبنّت هذا التوجه، ويمكن في هذا الإطار الإشارة إلى توجه وزارة الصحة إلى إدخال الروبوت «دافنشي» في عمليات القلب والقسطرة، من أجل توفير دقة متناهية في عمليات القسطرة والتقليل من احتمالات الخطأ أو احتمالات اللجوء إلى إعادة العملية ومضاعفاتها، والمساهمة في الحفاظ على سلامة المريض. وفضلا عن ذلك، فإن هذا التوجه يسهم في تخفيض نسبة زراعة الدعامات، بما يعنيه ذلك من تقليص في التكلفة. وفي السياق نفسه، سبق أن وظفت «هيئة الإمارات للهوية» الروبوت، ما ساعدها على تسهيل إنجاز المعاملات في فترة لا تتجاوز الدقائق الثلاث، فوفر الجهد والوقت. وفيما يتعلق بالمسابقات، فإن الإمارات ممثلة بـ«مجلس أبوظبي للتعليم»، تعد من المشاركين الفعالين في «أولمبياد الروبوت العالمي»، الذي حققت خلاله الفرق الإماراتية نتائج مبهرة، كاحتلالها المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط في «مسابقة الإبداع والعلوم والتكنولوجيا والتميز العالمية»، التي أقيمت العام الماضي في ولاية كولورادو الأميركية، علماً بأن هذه المسابقات الدولية تشهد نمواً مطّرداً في مشاركة الطلاب الإماراتيين، إذ ارتفع عدد المشاركين من تسعة طلاب عام 2007 إلى 1440 طالباً في عام 2014، ما يعكس مدى الاقبال القوي نتيجة لانتشار ثقافة الابتكار بين الأجيال الشابة والناشئة في الدولة. ومع التوجه المتواصل نحو الاستعانة بالتقنيات المتطورة لتحقيق أهداف ومتطلبات التنمية، حرصت الإمارات على مراعاة المخاطر التي ترتبط باستخدام التقنيات الجديدة. ويؤكد القائمون على «مسابقة محمد بن زايد العالمية للروبوت» إلزامية توافق الروبوتات المتنافسة في المسابقة مع معايير السلامة والأمن، وكذلك حجم الأيدي العاملة في المؤسسات، من ناحية إمكانية إحلالها كبديل عن الموظفين، الأمر الذي يحمي الكوادر البشرية الإماراتية ضد أخطار البطالة وما يرتبط بها من مشكلات تنموية. وتسعى المسابقة إلى خلق كوادر وطنية واعدة تسهم في تحقيق الرؤية المستقبلية للإمارات نحو مواكبة الدول المتقدمة، كما أنها تفتح الباب أيضاً أمام تنافس المبدعين والمبتكرين من جميع أنحاء العالم، ما يرسي مكانة الإمارات كمركز رائد لصناعة الروبوت، وبوتقة لرعاية المبدعين والموهوبين باختلاف جنسياتهم، وكل ذلك يؤكد الريادة الإماراتية في مجال الإبداع والابتكار والذكاء الاصطناعي.