من المنتظر أن يقوم الرئيس الصيني، تشي تجيبينج، بزيارة إلى الولايات المتحدة خلال السنة الجارية، وهي الزيارة الرسمية الأولى التي يؤديها إلى أميركا منذ توليه رئاسة الحزب الشيوعي في 2012، ثم تقلده لاحقاً رئاسة الصين. لكن رغم الإعلان عن الزيارة لم يحدد بعد موعد بذاته، كما أن الطرفين ما زالا منكبين على التفاصيل وأجندة اللقاء بين زعيمي البلدين. وفيما تكتسي الصين أهمية قصوى في السياسة الخارجية الأميركية، فإنها ليست البلد الوحيد الذي تهتم به واشنطن، فقد قام أوباما مؤخراً بزيارة مهمة للهند وقّع خلالها عدداً من الاتفاقيات مع القيادة الهندية، بالإضافة إلى ما صرحت به مستشارة الأمن القومي، سوزان رايس، من أن زيارة الرئيس الصيني للولايات المتحدة ليست الوحيدة المبرمجة خلال السنة الجارية، حيث وُجهت دعوات أخرى إلى زعماء الدول الآسيوية الحليفة للولايات المتحدة مثل اليابان وكوريا الجنوبية. وتهدف هذه الزيارات إلى تعزيز الاستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه آسيا والقائمة على دعم الحلفاء والانخراط معهم في حل المشاكل الإقليمية، وأيضاً تعزيز التحالفات القائمة في محاولة يراها البعض تستهدف الصين وتسعى للجم توسعها والحد من نفوذها المتصاعد في المحيط الهادئ. وكانت آخر زيارة قام بها الرئيس تشي تجيبينج للولايات المتحدة في عام 2012 عندما كان نائباً للرئيس، حيث قادت بلاده حملة دبلوماسية داخل أميركا للتخفيف من مخاوفها، وكانت من المحطات التي توقف عندها نائب الرئيس وقتها ولاية إيوا التي درس فيها تخصص الزراعة قبل سنوات، وتفقد في طريقه العائلة الأميركية التي كان قد أقام عندها خلال فترة دراسته. بيد أنه سيعود هذه المرة إلى واشنطن بصفته الرسمية بعدما تمكن خلال شهور قليلة على توليه السلطة في الصين من تكريس نفوذه وترسيخ سلطته، ليمثل في زيارته المرتقبة بلداً حريصاً على تأكيد نفسه كأحد أبرز القوى الدولية خلال القرن الحادي والعشرين. ويليام وان كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»