أظهرت دراسة جديدة أعدتها ثلاث جامعات فنزويلية أن 48,4 من العائلات الفنزويلية كانت تحت خط الفقر في 2014، مقابل 45% في 1998، قبل تولي الرئيس الراديكالي اليساري السابق «هوجو شافيز» السلطة والاستفادة، مما يقرب من عقدٍ من أسعار النفط العالمية المرتفعة. وتتناقض هذه الدراسة الجديدة بشكل حاد مع أرقام الحكومة الفنزويلية، التي تقول: إن معدلات الفقر في البلاد قد انخفضت في ظل «الثورة الاشتراكية». ووفقاً لبيانات المعهد القومي للإحصاء التابع للحكومة الفنزويلية، فإن معدل الفقر في البلاد قد تراجع من 44% من الأسر في 1998 إلى 27,3% من الأسر في 2013، بيد أن المعهد لم يصدر أية احصاءات بالنسبة لعام 2014. ومؤخراً، ذكرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية الخاصة بأميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، التي تستخدم بيانات رسمية من فنزويلا، أن معدل الفقر في البلاد- بما في ذلك الفقر المدقع- قد ارتفع بما يقرب من 10% في 2013 بعد أن سجل تراجعاً مستمراً في السنوات الماضية. غير أن اللجنة لم تقدم كذلك أرقاماً حول هذه المعدلات في 2014. وبالسؤال عن التباين بين الدراسة المشتركة التي أجرتها الجامعات الفنزويلية الثلاث والمعهد الوطني للإحصاءات واللجنة الاقتصادية، أوضح أكاديمي فنزويلي شارك في الدراسة أنه كان هناك «هبوط ضخم في القوة الشرائية للشعب الفنزويلي في 2014، ما جعل أعداداً متزايدة من الناس غير قادرين على شراء السلع والخدمات الأساسية». وأضاف: إن أرقام المعهد الوطني للإحصاءات واللجنة الاقتصادية لا تعكس معدل الفقر القياسي، لأنها لا تذكر أرقاماً تتعلق بعام 2014. يذكر أن فنزويلا، التي يعتمد 96% من دخلها من العملة الصعبة على صادرات النفط بعد أن أضرت «اشتراكية القرن الـ21» الشافيزية الجزء الأكبر من القطاع الخاص بالبلاد، قد خسرت كثيراً مثل دول قليلة غيرها جراء الانهيار الأخير للأسعار العالمية. وقد أدى ذلك، علاوة على سوء الإدارة إلى انهيار اقتصادي في 2014. وأنهت فنزويلا العام بمعدل تضخم سنوي بلغ 64%- هو الأعلى في العالم- ونقص في بعض السلع، مثل الحليب والمنتجات الورقية، وغيرها من السلع الأساسية. وتلقي الحكومة اللوم في هذه المؤامرة المزعومة على الطبقة الثرية في البلاد وإمبريالية الولايات المتحدة وتهمهما بشن «حرب اقتصادية» ضدها. كما تستشهد بالعقوبات الأميركية الجديدة التي أعلنتها واشنطن ضد فنزويلا هذا الأسبوع مثالًا على ذلك. وفي رأيي، فإنه من الصعب أن نتذكر أي دولة في التاريخ الحديث تلقت مثل هذه الأرباح غير المتوقعة وانتهى بها الحال بهذه الدرجة من المصاعب الاقتصادية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»