جميل أن تكون الفعاليات تملأ أجندة الدولة وتجعل الأنشطة يومية لتعطي رونقاً مختلفاً في قطاعات العمل المختلفة، ولعل القمة الحكومية التي تنعقد دورتها الثالثة بعنوان «استشراف حكومات المستقبل»، خلال الفترة من 9 إلى 11 فبراير الجاري ترسخ هذا المبدأ، وتأتي تعزيزاً لفكر يتجدد في عالم الإدارة الطامح للرياده في العمل الحكومي. ولعل تنوع الفعاليات وأوراق العمل المطروحة في القمة الحكومية يعكس نضجاً واضحاً في تجديد محتوى القمة السنوي، والذي يستهدف دوماً تطوير العمل الحكومي بكل أذرعته حتى ينافس بقية دول العالم. والأهم أن تتم دراسة جدوى هذه الأوراق ومدى نجاح تأثيرها والقيمة المضافة للحضور بعد حضورهم لهذه الندوات. فالتطوير القائم، يسير في اتجاه قياس الأمور، والانطلاق نحو النجاح، مع الإصرار على اتخاذ خطوات ستكون للأمام مهما كانت العقبات. وربما كان من الضروري أيضاً دراسة فعاليات مشابهة في دول اعتمدت النجاح الإداري لغة يومية وهدفاً استراتيجياً لها، وذلك من أجل المقارنة، ومعرفة أي درجة وصلت إليها هذه الفعاليات، وما هي نقاط التطور التي تحققت لدينا؟ فالحكومة الناجحة هي الحكومة القادرة على تبني التغيير والذهاب دوماً للأمام، خاصة إذا وضعت نصب عينها الأداء المتميز، وهي القادرة أيضاً على تقديم خدمة متميزة، تقلل من ضغوط البيروقراطية، وتأجيل الإنجاز الذي يُقاس على حقيقة النجاح ومدى فعاليته في تحقيق هدف الحكومة. ولعل كثرة المؤتمرات تعكس أيضاً وعياً إدارياً استراتيجياً، وهو أمر تتميز به الدولة فالملتقيات والمؤتمرات تعقد بشكل أسبوعي تقريباً وتستهدف بناء قاعده فكرية تؤمن بدور هذا التعاطي الفكري بيننا وبين الآخرين، ولعل مقياس نجاح هذه الأنشطة، هو تزايد الحضور الذي يمكن أن تكشفه الأرقام المقارنة بين السنوات الماضية، بل وصارت الدولة ملتقى خليجياً – عربياً وغربياً للحضور والمشاركة في المؤتمرات والقطاعات. لذلك كم هو جميل أن يتم التنسيق بين إمارات الدولة في استضافة مثل هذه المؤتمرات، التي تعم بالفائدة على الجميع. جميلة هي هذه الفعاليات التي تأتي دائماً بالجديد من الأفكار، وتعمل على تحفيز التفكير، وشحذ الهمم نحو عمل دؤوب يسعى دوماً للأمام، ولتحقيق انجازات حقيقية تنعكس بالضرورة على أداء ومؤشر الحكومة في مجال التميز وغيره. نحن محظوظون بهذا الزخم الذي يعطي للوقت قيمته، ومحظوظون أيضاً بما تنتجه هذه الفعاليات من تأثير وسعي دائم لتأجيل الأعذار والمبررات والسير قدماً نحو النجاح.