كشف استطلاع رأي، أجرته صحيفة «الرؤية» الإماراتية، عن مدى رجاحة الخطوات الإماراتية لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، فوفقاً لما جاء في الاستطلاع، الذي شمل 400 مواطن ومواطنة، رأى المشاركون أن الحملات التوعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من أبرز الحلول الناجعة لمحاربة الأفكار المتطرفة، وضرورة الترويج للأفكار الوسطية والتنويرية، لدحض المعلومات المغلوطة التي يحاول المتطرفون نشرها بين الشباب. وعبَّر المشاركون في الاستطلاع عن الأهمية الكبيرة للمؤسسات التعليمية في تحصين الأجيال الناشئة من الأفكار المتشددة، وكشف خطورة الفكر المتطرف على أمن المجتمع المحلي واستقراره. وطالب المشاركون برصد المواقع المتطرفة وتحديدها ومراقبتها، والتحذير مما تبثه من أفكار تهدد السلم والأمن الاجتماعي، ومحاسبة المسؤولين عنها، وكل من تسوّل له نفسه العبث بأمن المجتمع، عبر قوانين رادعة. ويدرك المتتبع للإجراءات الإماراتية في هذا الإطار أن هذه الإجراءات تستوفي جميع متطلبات مواجهة الفكر الإرهابي، إثر تنامي ظاهرة الفكر المتطرف في المنطقة العربية في السنوات الأخيرة، التي باتت واحدة من أبرز التحديات التي تواجه دول المنطقة بلا استثناء في الفترة الراهنة، الأمر الذي تطلّب تضافر الجهود لمواجهتها عبر منظومة متكاملة من الإجراءات لمحاربة الإرهاب. وفي ما يخص القوانين، أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قانوناً اتحادياً برقم 7 لسنة 2014 بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية، يجرّم الأفعال الإرهابية، ويحدد العقوبات الحاسمة لكل من تسوّل له نفسه الإضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي. وعمدت الدولة أيضاً، من خلال اعتماد مجلس الوزراء قائمة تضم 83 منظمة إرهابية، تم نشرها عبر وسائل الإعلام المختلفة، إلى توعية فئات المجتمع كافة بتلك التنظيمات. واتجهت الدولة نحو الاستعانة بالمؤسسات الدينية أيضاً، إيماناً بدورها الكبير في مواجهة الفكر الإرهابي، عبر تبني الخطاب التنويري لنبذ ثقافة التطرف والتشدد والإرهاب واستغلال الخطب الدينية لبث الأفكار الهدامة والتشدد الديني، وتنظيم عملية الإفتاء لمنع تسلل فتاوى التطرف الديني، واندساس أصحابها في مؤسسات الدولة. وعبر المؤسسات التعليمية تتبنى الدولة برامج ومساقات تعليمية لتحصين الأجيال الصغيرة من الأفكار المتشددة والدخيلة على المجتمع الإماراتي، وراعت أن تكون تلك البرامج متاحة لجميع أفراد المجتمع باختلاف مراحلهم العمرية، وفي هذا السياق يأتي برنامج «السلامة الذكية»، الذي تم إطلاقه بالتعاون بين وزارتي الداخلية والتربية والتعليم و«جمعية الإمارات للملكية الفكرية»، وإضافة إلى ما يمثله البرنامج من نموذج لتوحيد جهود مؤسسات الدولة في توعية الأجيال القادمة من خطورة الأفكار الدخيلة، وعلاوة على إجراء حزمة من التغييرات في المناهج الدراسية لتحصين الناشئة من الأفكار المتشددة، فإن البرنامج يستهدف الأطفال في مرحلتي رياض الأطفال ومدارس الحلقة الأولى، ويسعى إلى تنمية وعي الطفل وقدراته في مواجهة السلوكيات والأفكار الدخيلة على المجتمع. ولأن الإمارات على وعي باستغلال المتطرفين للإقبال المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي بين صفوف الشباب لبثّ الأفكار الهدامة بينهم، ونشر قيم الغلو في الدين والتطرف، فهي قد حرصت أيضاً على استخدام هذه الوسائل، وتبنّت مبادرات عدة، من بينها مبادرة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بإنشاء فرق تنويرية من الخبرات الوطنية من علماء الدين والمثقفين، تقوم بالاستعانة بالطرق العلمية ووسائل الاتصال الحديثة لنشر الفكر الوسطي المعتدل، بتنفيذ حملات توعوية لتحصين فئات المجتمع كافة ضد التطرف والتشدد، ونشر ثقافة الوسطية والتسامح بين الشباب، وتعزيز مشاعر الانتماء والولاء للدولة، وأمن المجتمع واستقراره.