«الشريك النموذجي» ينهار.. وأوروبا سمعت «الصرخة اليونانية»! «شيكاغو تريبيون» في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان «اليمن..شريك أميركا في الحرب على الإرهاب باتت على حافة الهاوية»، رأت «شيكاغو تريبيون» أن اليمن ملاذ لتنظيم «القاعدة في شبه جزيرة العرب»، وهو التنظيم الضالع في تنفيذ الهجوم الإرهابي على مجلة «شارلي إيبدو» في باريس. وحسب الصحيفة يتعاون الجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات المركزية مع اليمن في الحرب على الإرهاب، لدرجة أن أوباما ذكر اليمن خلال العام الماضي مرتين واصفاً إياها بـ «الشريك النموذجي». وعلى الرغم من أن كل الأنظار مُسلّطة على «القاعدة»، فإن شيئاً مدمراً يحدث في اليمن ويعقد الجهود الأميركية الخاصة بمواجهة الإرهاب، فهذا الذي يعد «شريكاً نموذجياً» يعيش حالة من الفوضى السياسية تجعله على وشك الانهيار، ذلك لأن «الحوثيين»، وهم جماعة متمردة في شمال البلاد، باتوا الفصيل الأكثر قوة في العاصمة اليمنية. وسيطر «الحوثيون» على العاصمة منذ شهور، عقب مفاوضات مع الحكومة اليمنية تتعلق بتقاسم السلطة، وتفاقم الأمر لدرجة محاصرة «الحوثيين» للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومنعه من مغادرة منزله. وخطفت الحركة كبير مساعدي الرئيس اليمني ثم أطلقوا صراحه، واستأنفوا التفاوض مع الحكومة حول دستور جديد للبلاد. وتطرح الصحيفة تساؤلاً مؤداه: من يسيطر على اليمن الآن؟ الإجابة لا تزال الأمور غير واضحة. صحيح أن «الحوثيين» ليسوا جزءاً من حركات الجهاد العالمية، وهم أعداد لتنظيم «القاعدة»، لكنهم أصدقاء لإيران، ولا يدعمون الأجندة الأميركية في المنطقة، لذا هم يشكلون خطراً في ظل نفوذهم المتزايد على حساب شريك مزعزع. وترى الصحيفة أن تنظيم «القاعدة» يستفيد من الأمة في اليمن، فكلما تراجع نفوذ الحكومة اليمنية وتراجع دورها، وجد التنظيم مساحة ينشط فيها، وبالفعل شهدت العاصمة صنعاء يوم 7 يناير الجاري تفجيراً بسيارة مفخخة أمام أكاديمية الشرطة، أي في اليوم نفسه الذي وقعت فيه العملية الإرهابية ضد مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية، وأسفر التفجير عن مصرع 35 يمنياً. الغريب أن إدارة أوباما فوجئت بسيطرة «الحوثيين» على صنعاء، مثلما فاجأها تنظيم «داعش» صيف العام الماضي بسيطرته على أراض في العراق وسوريا. وتعتقد الصحيفة أن الحوثيين سيطالبون بتسوية سياسية تعطيهم نفوذاً في مناطق معينة دون أن يسيطروا على كافة أرجاء اليمن، والسؤال المهم لدى الأميركيين هو ما إذا كانت ترتيبات اقتسام السلطة في اليمن ستلحق الضرر بجهود واشنطن في الحرب على تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية». والخطوة الأولى للحيلولة دون ذلك، هي الإسراع في تدشين حكومة مركزية قوية، ما يستدعي طرد «الحوثيين» من صنعاء، وفي ظل هكذا سيناريو لن يشارك «الحوثيون» في السلطة. ما يجري في اليمن يذكرنا بأن الصومال وأفغانستان ما كانتا ملاذا لتفريخ الإرهاب إذا لم تعمهما الفوضى، ما يدفع بضرورة الاهتمام باليمن التي تعج بالفقر والفساد كي لا يطالها المصير ذاته. «نيويورك تايمز» تحت عنوان «صرخة الألم اليونانية في أوروبا»، نشرت «نيويورك تايمز» أول أمس افتتاحية، استنتجت خلالها أن الرسالة التي حملتها نتائج انتخابات يوم الأحد في اليونان كانت واضحة وفحواها أن اليونانيين لن يستطيعوا ولن يواصلوا الإذعان لسياسات التقشف التي جعلت اقتصاد بلادهم يجثو على ركبتيه. ما تمخضت عنه الانتخابات من فوز لليسار يحمل في طياته رسالة للألمان وغيرهم من الأوروبيين ممن يصرون على الترام أثينا بتسديد ديونها الضخمة بغض النظر عن السلبيات والخسائر التي ستترتب عليها عملية السداد. لكن التركيز على هذا المنطق الأيديولوجي الدوغمائي لا يلحق الضرر باليونان فقط، بل سيطال شرره كافة ربوع أوروبا الموحدة. ومن المبكر الآن طرح توقعات بالطريقة التي سيحاول بها «أليكسس تسيبراس» زعيم حزب «سيريزا» اليساري، الذي فاز في الانتخابات وحصل على 36.3 في المئة من الأصوات، تنفيذ وعوده الانتخابية، التي تتضمن التخلي عن برامج التقشف وتخفيض الديون والبقاء ضمن إطار «اليورو». وتشير الصحيفة إلى أن خطة أو بالأحرى برنامج الإنقاذ لمالي الخاص باليونان سينتهي في 28 فبراير المقبل، ومن المقرر أن يجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي ومن بينهم السيد «تسيبراس» في بروكسل يوم 12 فبراير لتمديد برنامج الإنقاذ لعدة شهور أخرى، وإذا تم ذلك، فإنه يعني أن الأوروبيين قد سمعوا صرخة الألم الصادرة من اليونانيين، وأن دول الاتحاد الأوروبي مستعدة للتعامل معهم بصورة أكثر حساسية من ذي قبل. «واشنطن بوست» رأت «واشنطن بوست» في افتتاحيتها أول أمس أن حزب «سيريزا» اليوناني سيشكل مع حزب «بوديموس» الإسباني جبهة ضد التقشف في أوروبا، خاصة أن زعيمي الحزبين تربطهما علاقات وثيقة. الصحيفة قالت إن «أليكساس تسيباريس» سيكون أصغر رئيس وزراء في اليونان خلال 150 عاماً، وقد بدأ حياته السياسية عضوا في الحزب الشيوعي اليوناني، وكان قد رشح نفسه لمنصب عمدة أثينا في 2006 واحتل المركز الثالث لا يحب ارتداء رابطات العنق ويفضل ركوب الدرجات البخارية على سيارات الليموزين. ووعد بزيادة الأجور وتشغيل موظفي لحكومة الذين تم تسريحهم وتخفيض الضرائب. «كريستيان ساينس مونيتور» أبدت في افتتاحيتها يوم الخميس الماضي إعجاباً بردة فعل المسؤولين الألمان على التظاهرات التي تنظمها كل يوم اثنين حركة «بيجيدا»أو «الأوروبيون الوطنيين ضد أسلمة أوروبا»، صحيح أن هذه الحركة حشدت متظاهرين وصل عددهم بعيد حادثة «شارلي إيبدو» إلى 25 ألف متظاهر، إلا أن تظاهرات منددة بالحركة بدأت تظهر وتحشد أنصارها مجسدة التسامح المنشود في هذا البلد الأوروبي، خاصة وأن المستشارة الألمانية صرحت بأن «الإسلام جزء من ألمانيا». اللافت أن هناك مشروعا في برلين لبناء كنيسة ومسجد تحت سقف واحد وسيكون اسمها «دار واحدة». ومنذ العام الماضي بدأت عملية جمع التبرعات لتدشين المبنى، الذي من المتوقع وضع حجر أساسه في 2016. إعداد: طه حسيب