يبدو أن الشغل الشاغل للطبقة السياسية هذه الأيام هو من سيتمكن من الظفر بترشيح الحزب «الجمهوري» للانتخابات الرئاسية في 2016: جيب بوش، أم ميت رومني، أم كريس كريستي؟ ومما لا شك فيه أن بوش ورومني اسمان يحظيان بالشعبية في السياسة الأميركية؛ كما أن «الجمهوريين» لم يعيّنوا مرشحاً من خارج المؤسسة الحزبية منذ «باري جولدووتر» قبل نصف قرن من الزمن. غير أن ثمة تنافساً مثيراً للاهتمام أيضاً، وعلى القدر نفسه من الأهمية، من خارج المؤسسة هذه الأيام في وقت يعتقد فيه جزء معتبر من الناخبين «الجمهوريين» أن الوقت قد حان لكسر هذا العرف المتبع منذ 50 عاما. هذه المرة، يشكل المرشحون مجموعة متنوعة قاسمهم المشترك أنهم ليسوا المرشحين المفضلين من قبل المؤسسة السياسية للحزب «الجمهوري» أو «وول ستريت» ومساندين تجاريين آخرين للحزب. ومن بين هؤلاء المرشحين «راند بول»، المدافع عن الحقوق الفردية وتقليص دور الدولة؛ والمحافظان الاجتماعيان مايك هاكبي وريك سانتروم؛ والسيناتور تيد كروس، الذي يُعتبر أشد أعداء إصلاح الهجرة؛ والمحافظ الجديد بخصوص الأمن القومي السيناتور ماركو روبيو؛ وحكام حاليون وسابقون؛ إضافة إلى أحدث سياسي مفضل لدى «حركة الشاي» اليمينية بِن كارسون، الطبيب الجراح الذي لم يسبق له أن شغل منصبا عاما. محطة آيوا الانتخابية لم يعد يفصلنا عنها سوى عام ونيف. وفي الوقت الراهن، ربما يكون «بول» الأكثر تنظيما من بين المرشحين، علماً بأنه يرث جزءا كبيرا من الدعم من والده، رون بول، الذي أنهى سباق آيوا في المرتبة الثالثة في 2012. ويُعتقد على نطاق واسع أن «بول» مرشح أفضل بكثير من والده، خاصة أن كروس وروبيو لديهما حضور ضعيف حتى الآن. أما تشاك هرلي، الناشط المحافظ في آيوا والذي يعتزم «التزام موقف محايد خلال الـ10 أشهر المقبلة»، فيقول إنه سيدرس سلسلة واسعة من الموضوعات، من الهجرة إلى المواضيع الاجتماعية الساخنة مثل مسألتي الإجهاض و«حرية الاعتقاد». وتحتل الشؤون الخارجية وتقليص الدين القومي مراتب متقدمة أيضا على أجندة هرلي في وقت يبحث فيه عن مرشح يعشق «أجوبة غير اشتراكية ورؤية مقنعة لاسترجاع حكومة محدودة الحجم». ولأن كل المرشحين «المحافظين» مؤهلون نظرياً للحصول على ترشيح الحزب، فإن السؤال يتعلق بأيهما سيكون أكثر قدرة على الإقناع. وقد تكون هناك محدِّدات أخرى في هذا السباق. فبعض حكام ولايات الوسط الغربي، مثل «سكوت ووكر» من ويسكونسن، أو «جون كاسيش» من أوهايو، أو مايك بانس من إنديانا قد يرون فرصة لوجه جديد من خارج واشنطن يتمتع بتجربة في الحكم. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»