ثمة انقسام في الولايات المتحدة، وفي مدينة نيويورك على وجه الخصوص. انقسام عنصري.. لكنه أيضاً يدور حول الفقر والأنظمة الاجتماعية الفاشلة وغياب المساواة في الوصول إلى الحلم الأميركي. وفي جانب، يوجد المتظاهرون الذين يرون أن نظام العدالة الجنائية يُسجن أعداداً ضخمة من الأقليات، لا سيما السود، ويُخضع أعداداً أكبر لإجراءات المساءلة. وكثير منهم يرى أن ضباط الشرطة عملاء لهذا النظام بإرادتهم، بل ويعتبر بعضهم هؤلاء الضباط عنصريين ووحشيين بل وقتلة. وعلى الجانب الآخر، يوجد ضباط الشرطة، الذين يرون أن ضحايا العنف الإجرامي عاشوا قدراً من الوقت في أحياء الأقليات أكثر من منتقديهم. وبالطبع لا يرون أنفسهم عنصريين. وأكثر من نصف ضباط دوريات قسم شرطة مدينة نيويورك أنفسهم من الأقليات، ولا يرون أنفسهم كذلك عملاء لأي نظام، وإنما ضامنون للسلامة العامة التي تدعم نظامنا الديمقراطي والأشخاص الذين يساعدون الآخرين. ولكن كيف نقرب بين وجهتي النظر؟ من جانب الشرطة، يجب أن ندرك أن أساليبنا تتطلب مراجعة، ويمكن أن نكون أفظاظاً، مع الأشخاص الذين نوقفهم، ويترك ذلك انطباعاً دائماً، خصوصاً في مجتمعاتنا الأكثر عرضة للمخاطر. ويعاني الأشخاص في تلك المجتمعات من الجريمة المستمرة في المدينة، لكنهم أيضاً أقل رضا عن الشرطة. ويمثل ذلك تحدياً خطيراً. ففي هذه الأحياء، يشعر الناس بأنهم يتعرضون لرقابة أكبر وحماية أقل من الشرطة. وفي نيويورك، يأتي هذا الشعور المتناقض بشكل كبير من استخدام سياسة «قف.. سؤال وتفتيش». ونحن نعمل على ذلك، حيث تراجع استخدام هذه الوسيلة القانونية 75? مقارنة بعام 2013، و93? عن أعلى مستوياتها في عام 2011. وعلى رغم حدوث ذلك، تحسنت النتائج، إذ ارتفعت معدلات التوقيف الناتجة عن هذه السياسة إلى الضعف تقريباً من 8? في 2013 إلى 15? العام الماضي. وعلى الجانب الآخر، على من ينتقدون الشرطة أن يدركوا السياق الحالي. فهم لا يعيشون في دولة بوليسية. فمعدلات السجن في الولايات المتحدة وإن كانت مرتفعة بشكل كبير، لكن عدد السجناء تراجع بنسبة 25? في سجون ولاية نيويورك، وبأكثر من 40? في سجون مدينة نيويورك من أعلى مستوياتها على التوالي. وتواصل شرطة نيويورك استكشاف بدائل لأنشطة الاعتقال في الجرائم الصغيرة، ونأمل في تقليص عدد الناس الذين يواجهون التوقيف بدرجة أكبر. ومن أجل بناء الثقة، لابد أن يضمن الضباط للناس إنسانيتهم، ومن أجل ذلك، بدأنا برنامج تدريب ميداني قوي سيمكن ضباطنا من تطوير مهاراتهم تحت إشراف ضباط متقاعدين وشركاء من المجتمعات المحلية. ------ ويليام براتون يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»