تلعب المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً مهماً في تنمية المجتمع الإماراتي، بفضل الدعم اللامحدود الذي حظيت به من قِبل القيادة الرشيدة للدولة، وقد قطعت الإمارات شوطاً كبيراً في تعزيز حقوق المرأة، حيث يكفل دستور الإمارات المساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين من دون أي تمييز بين الجنسين، ويراعي الدستور خصوصية المرأة في المجتمع المحلي، فيمنع تعرّضها للاستغلال وإجبارها على الاشتغال في الأعمال الشاقة أو العمل ليلاً، وتراعي التشريعات والقوانين الإماراتية التطورات والتغيرات المجتمعية، سواء على المستوى الوطني أو العالمي، الطارئة على المجتمع، لتوفير الظروف الـمُثلى لتمكين المرأة من تأدية دورها. وفي عام 2005 أطلقت الدولة «الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة»، برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، ما أظهر مدى حرص الدولة القوي على تعزيز مكانة المرأة وتمكينها. ولا تقف جهود العناية بالمرأة وتمكينها في دولة الإمارات العربية المتحدة عند حد إصدار التشريعات والاستراتيجيات المحلية، بل تمتد هذه الجهود إلى خارج حدود الوطن، فقد صادقت الإمارات على العديد من الاتفاقيات الدولية المعنية في هذا المجال، مثل اتفاقية القضاء على التمييز ضد المرأة «سيداو»، وغيرها من الاتفاقيات الدولية المهمة، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة بالدولة، التي تدرك عظم دور المرأة وأهمية تمكينها ودعم حقوقها، كأحد الضمانات الرئيسية لتحقيق التنمية في البلاد. وجاء استحقاق الإمارات للمرتبة الأولى عالمياً في مؤشر احترام المرأة الصادر عن «مجلس الأجندة العالمي» التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، ليؤكد المكانة اللائقة التي تتبوّؤها المرأة الإماراتية في مجتمعها، وليؤكد كذلك المكانة الرائدة للدولة في هذا المجال على المستوى العالمي. وقد أعلن «الاتحاد النسائي العام» مؤخراً استعداد دولة الإمارات العربية المتحدة، لرعاية واستضافة مؤتمر إعلان الوثيقة العربية لحقوق المرأة، وذلك بعد الانتهاء من إعدادها والمصادقة عليها، وكانت «الأمانة العامة للمجلس الوطني الاتحادي» الإماراتي قد استضافت اجتماع البرلمان العربي التحضيري لإطلاق هذه الوثيقة، التي أعدّتها اللجنة الفرعية للمرأة التابعة للبرلمان العربي، بهدف تحقيق نوع من التوافق والإجماع العربي، كخطوة لإيجاد وثيقة عربية خاصة بالمرأة العربية وحقوقها، تقرّ حقوق المرأة على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي والتعليمي والإعلامي، وتراعي طبيعة الخصوصية الثقافية والحضارية للمجتمعات العربية. ومما لاشك فيه، أن إعلان الإمارات رغبتها في استضافة إطلاق هذا الحدث المهم، يرسخ المكانة المميزة التي تحتلها الدولة كنموذج مثالي في تمكين المرأة. ومن الجدير بالذكر أن هذه المكانة التي تحققت بفضل الجهود التي بذلتها الإمارات طوال العقود الماضية في هذا المجال، وبفضل جهود «أم الإمارات» لدعم تمكين المرأة، قد تجاوزت الصعيد المحلي، ووصلت إلى المستوى العربي والعالمي، حيث أطلقت سموها العديد من المبادرات في هذا الشأن، كان من أبرزها إطلاق الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية، ورعاية جائزة المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية، وجائزة الشيخة فاطمة للمرأة الرياضية، وغيرها من المبادرات والجوائز المهمة، التي أضفت على النموذج الإماراتي في دعم المرأة وتمكينها أبعاداً جديدة، ووسعت مظلته ليشمل المرأة الإماراتية والمرأة العربية، بل والمرأة في جميع أنحاء العالم أيضاً. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية