أخيراً.. سوف تحظى صناعة التكنولوجيا في الولايات المتحدة بالإصلاحات المتعلقة بقانون الهجرة. ولقد قدمت مجموعات مختلطة من الحزبين الديموقراطي والجمهوري مشروعي قانونين بهذا الشأن خلال الشهر الجاري. أحدهما تحت اسم «قانون إبداعات الهجرة» والذي يقضي برفع الحصة من تأشيرات (H-1B) من 65 إلى 115 ألفاً والسماح لزوجات الحاصلين عليها بالعمل في الولايات المتحدة. وكان هذا المشروع قد حظي بنقاش مفصل شارك فيه كبار مسؤولي الشركات التكنولوجية. ويدعى الثاني «قانون إطلاق الشركات الجديدة»، والذي تمت مناقشته في ثلاث مناسبات سابقة ويهدف إلى ابتداع صنف جديد من التأشيرات لرجال الأعمال الأجانب، كما أن هذا القانون الثاني، أعاد النظر في الرمز الضريبي من أجل إفساح المجال أمام الشركات الجديدة لتحقيق المزيد من العوائد. وتقول شركة «فيسبوك» إنها تواجه نقصاً حاداً في الموظفين الموهوبين. ومن شأن هذا الوضع أن يؤثر على القوة التنافسية للولايات المتحدة بعد أن سعت كندا وألمانيا وجنوب أفريقيا والصين إلى جلب المهندسين المتفوقين من الدول الأخرى. وعملت الشركات الصينية مؤخراً على رصد استثمارات ضخمة لاستقطاب رجال الأعمال المتفوقين في العالم حتى أصبح «تنين السيليكون» الصيني يمثل تهديداً حقيقياً لـ«وادي السيليكون» الأميركي. وإذا ما تمت إجازة مشروعي القانونين، فسوف يمثلان نقطة تحول في الصراع الدائر حول إصلاح قانون الهجرة. وفي شهر ديسمبر الماضي، شاركت في نقاش حول الهجرة مع عدد قليل من أصحاب الشركات ورجال الأعمال والوسطاء. وكانت الفكرة التي برزت من خلاله هي أن على السياسيين أن يفصلوا بسرعة بين العمل على إصدار المزيد من تأشيرات (H-1B) للموهوبين القادمين من الخارج، وإصلاح نظام الهجرة لحل مشكلة العمال غير النظاميين. ويبدو بوضوح أن السماح للعمال ذوي التعليم التكنولوجي الأعلى بالبقاء في أميركا، يمثل معركة سياسية أكثر بساطة من الاهتمام بمصير ملايين المهاجرين الذين عاشوا هنا سنوات من دون أوراق نظامية. وهذا الهدف لا ينبغي أن يثير المخاوف من أن يسرق حملة التأشيرة الجديدة فرص العمل من الأميركيين ولا من أن يعملوا بأجور تنافسية أقل. وبعد الإعلان عن المشروعين في الكونجرس الأسبوع الماضي، تحادثت مع «جوليسا آرك» التي تترأس منظمة تهدف إلى الترقية الفكرية للحوار حول مشكلة الهجرة وقالت لي إن الشعب الأميركي يميل إلى اتخاذ مواقف شديدة التصلّب ضد العمال غير النظاميين ولكن ليس ضد أولئك الذين أتوا إلى الولايات المتحدة للعمل في التكنولوجيا. كاتي بانير: محللة أميركية متخصصة بالشؤون التكنولوجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»