عنصرية إسرائيل تتنامى.. والموساد يعارض العقوبات على إيران «هآرتس» حذرت الصحيفة في افتتاحيتها ليوم الثلاثاء الماضي من انتهاج النخبة السياسية الإسرائيلية، لا سيما الائتلاف الحاكم الذي يقوده "الليكود"، طريقتها المعهودة في تأجيج الأوضاع الأمنية وإطلاق حملات عسكرية خدمة لأجندتها الانتخابية وتعزيزاً لحظوظها الانتخابية، هذا الأسلوب، تقول الصحيفة صار معروفاً ومكرراً، يسعى من خلاله رئيس الحكومة ووزير الدفاع لإثبات صلابتهما في الدفاع عن إسرائيل وأعينهما على مقاعد الكنيست، وهو ما حدث أكثر من مرة بدءاً من انتخابات الكنيست عام 1955 عندما انخرطت الحكومة في أعمال انتقامية ضد العرب، والهجوم على مفاعل «آراك» العراقي في 1981 قبيل الانتخابات، وعملية عناقيد الغضب بلبنان في 1996، وما تلاها في غزة من عمليات عسكرية متواترة صبت كلها في تعزيز الحظوظ الانتخابية للأحزاب الحاكمة، بحيث تتحول الفترة التي تسبق الانتخابات إلى فرصة لاستعراض العضلات والانخراط في حملات عسكرية الهدف الأساسي منها كسب أصوات الناخبين، ولعل ما حدث قبل أيام عندما استهدفت طائرة مروحية إسرائيلية موقعاً عسكرياً داخل سوريا ومقتل جنرال إيراني وعدد من قيادات «حزب الله» يندرج في هذا الإطار، إذ لا يمكن القول، تؤكد الصحيفة، أن العملية جاءت وليدة اللحظة، بل لا سبقها تخطيط وإعداد وكأن لسان حال نتنياهو ووزير دفاعه موشي يعلون يقول: إننا نملك من الخبرة والقوة ما يجعلنا الأقدر على الدفاع عن إسرائيل، وأن خصومنا في تحالف حزبي العمل و«الحركة» عاجزين عن ذلك، لا سيما أن استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم ملحوظ للتحالف المنافس لنتنياهو. «جيروزاليم بوست» في تقرير نشرته يوم الخميس الماضي أشارت الصحيفة إلى الانقسام الواضح في وجهات النظر داخل إسرائيل بشأن التعامل مع الملف النووي الإيراني وإمكانية فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية من قبل الكونجرس الأميركي، فقد وصلت حدة الانقسام في القيادة الإسرائيلية إلى درجة خروج الموساد عن تحفظه ومعارضته للموقف الرسمي لرئيس الوزراء المدافع عن العقوبات، حيث حذر الموساد مباشرة نواب الكونجرس الأميركي من إقرار عقوبات جديدة ضد طهران في هذا الوقت بالذات لأنه سيؤدي إلى انهيار المفاوضات وربما انسحاب إيران من المباحثات، وكان نتنياهو قد ذهب إلى عكس ذلك عندما أيد بحماس فرض العقوبات، مقللا من إمكانية استجابة إيران للمخاوف الأمنية الإسرائيلية ومراعاتها، الأمر الذي دفعه لمساندة مشروع القرار الذي يعمل على إعداده حالياً كل من السيناتور "الجمهوري" مارك كيرك ونظيره الديمقراطي "روبرت منديز" والقاضي بتشديد العقوبات على إيران في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 30 يونيو المقبل، وهو موعد انتهاء التمديد، وإذا كان أوباما قد تمكن في السابق من تعطيل مشروعات مشابهة لامتلاكه أغلبية في مجلس الشيوخ، إلا أنه اليوم يعاني الأمرين، تقول الصحيفة، لإقناع الكونجرس بوقف المشروع بعد فقدانه للأغلبية، لكن مع الانقسام الواضح داخل إسرائيل بشأن العقوبات وتحذير البيت الأبيض من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط في حال أجهضت المفاوضات، ربما يتمهل الكونجرس قليلا ويراجع مواقف لجهة تأجيل مشروع قرار فرض العقوبات. «يديعوت أحرونوت» كتبت «أفيراما جولان» مقالا يوم الأربعاء الماضي تقول فيه إن اليمين الإسرائيلي يستغل الحادثة الإرهابية التي ضربت فرنسا وما تلاها من ردود فعل مناهضة للمسلمين للدفع بأجندته الداخلية والتي لا تختلف كثيراً في عنصريتها عن تلك التي تستهدف الأقليات في أوروبا، هذه الأجندة تخدمها التحولات العميقة التي شهدها المجتمع الإسرائيلي على مدى السنوات الماضية والتي ربما لا ينتبه لها الغرب لتركيزه فقط على مسألة الاحتلال، وأيضاً على التطرف في الجهة الأخرى لدى الجانب الفلسطيني، والحال تؤكد الصحفية أن الصراع مع الفلسطينيين تحول في الأجندة الإسرائيلية من نزاع قومي حول الأرض إلى صراع عرقي وديني، هذا الصعود اللافت لليمين اتكأ على عاملين اثنين الأول يتمثل في الموجة الليبرالية المتوحشة التي خلخلت المجتمع وتوازناته الهشة، والثاني تجسد في تنامي قوة ونفوذ المستوطنين ليأخذ ذلك شكل أعمال عنف متبادلة من طرفي الصراع، واليوم تقول الصحيفة تأتي هجمات باريس الأخيرة لتصب في صالح الخطاب المتطرف بإسرائيل، بحيث يسعى اليمين إلى استغلال مآسي الآخرين بهدف تحقيق أمرين: التنصل من الاستحقاق الأهم والمتمثل في قيام دولة فلسطينية، والثاني التمهيد لشيطنة الفلسطينيين في أفق مزيد من التضييق والعنصرية. إعداد: زهير الكساب