لو لم تكوني من أكثر المطلوبات إجرامياً ودولياً، لانخدعت - كما ينخدع الكثيرون - بصورة وجهك الطفولي، فهو لا يدل على أنكِ بلغتِ حتى الـ 26 عاماً، كما أن صورتك كأيَّ صبية أوروبية وأنتِ مع صديقك السنغالي المسلم «أميدي كوليبالي» الذي هاجم محل البقالة والحلويات اليهودي في باريس، واحتجز عملاءه وقتل أربعة منهم قبل أن يرديه البوليس الفرنسي قتيلاً، هي صورة محيرة. هل أنتِ فعلاً أرملة في بداية شبابك؟ يقال إنك تزوجتي حقيقة «كوليبالي»، ولكن الوثائق الفرنسية لا تظهر أي توثيق رسمي لهذا الزواج، ويقول أصدقاؤكما، إنه «زواج إسلامي» لم يتم تسجيله رسمياً في فرنسا.. لماذا كل هذه المتاعب دون ضرورة ملحة إليها؟ هل هذا جزء من طفولتك المضطربة عندما فقد أمك وأنتِ في السادسة من عمرك، ولم يستطع والدك - المهاجر الجزائري البسيط - أن يقوم بتلبية احتياجاتك واحتياجات إخوتك الستة، فتلتطمتي في الملاجئ وديار العناية بالطفولة؟ هل جعلك كل هذا تعانين مرض انفصام الشخصية ثم تذهبين من النقيض إلى النقيض: من لبس «البكيني» إلى التمسك بالنقاب الذي جعلكِ تفقدين وظيفتك كمحصلة في متجر، ثم تهيمين في الأرض دون أن تعرفي الحصول على مصدر للرزق، ثم أخيراً تستقرين على طريق التطرف والإرهاب. الأنباء تقول إنك لم تكوني في المتجر اليهودي الذي ارتكب فيه صديقك أو زوجك جريمة اغتيال الزبائن الأربعة، ولكن الأنباء تؤكد أيضاً أنكِ جزء لا يتجزأ من مجموعة المتطرفين الإسلاميين، وأنكِ كنتِ على اتصال دائم بزوجة شريف كواشي - الذي اشترك مع شقيقه سعيد في اغتيال مجموعة من صحفيي جريدة «شارلي إيبدو» الفرنسية في السابع من يناير الجاري، فقد بلغ عدد اتصالاتكم التلفونية 500 محادثة في هذه الأيام القليلة وأيضاً العصيبة. على الرغم من أني قد أتعاطف مع بعض مشاكل طفولتك وآثارها الشخصية، إلا أنه لا يمكن أن أغفر لك ما فعلتِه من أضرار بقضايا العرب والمسلمين: على الأقل آثمين 1 - بسبب اسم عائلتك - بومدين - لقد دنست اسم أحد أهم قادة الثورة الجزائرية ورئيس جمهوريتها فيما بعد: هواري بومدين. على الرغم من أن هذا لم يكن اسمه الحقيقي، بل اسمه الحربي أثناء حرب التحرير المجيدة، إلا أنه هو الاسم الذي عرف به في ميدان القتال ضد المحتل الفرنسي ثم كرئيس جمهورية يبني بلده، كان بومدين أزهرياً، ولكنه لم يتطرَّف إسلامياً. 2- بسبب جريمة صديقك أو زوجك أميدي كوليبالي، قدمتِ أكبر خدمة لإسرائيل وسياستها الاستعمارية واضطهادها للشعب الفلسطيني، تحوَّل الإسرائيليون بين ليلة وضحاها من محتلين وقامعين للحريّة إلى ضحيّة، وأصبحوا جزءاً من حارسي المدنية في أوروبا والعالم الذين يكافحون ضد ما يسمى «بربرية الإسلام والمسلمين». لقد أهدرتِ ومجموعتك مجهود عقود نواجه بها الشارع الغربي لشرح القضية العادلة للفلسطينيين الذين يجب حمايتهم. أصبحت إسرائيل تطالب الآن بحمايتها كما هي الحال بالنسبة لجموع الأوروبيين الذين يخشون على حياتهم اليومية، لم يحلم «الموساد» الإسرائيلي بتحقيق أفضل مما قمتِ به! وأقول لحياة: باب التوبة والغفران إذا كنتِ فعلاً مع «داعش» في سوريا، فاخرجي فوراً الآن لتعلني براءك وتنصلك مما ارتكب باسم الإسلام، ولتقوليها بأعلى صوت: إن الإسلام من هذا براء.