إسعاد الشعب ورفع جودة الحياة وتلبية احتياجات المواطن هي الأهداف الأسمى للقيادة الرشيدة، وعلى ضوء هذا التوجه ومن خلال تدشين «البرنامج الوطني للاتصال الحكومي»، سعت حكومة الإمارات للعناية بالقضايا الاجتماعية والوطنية التي تمس حياة المواطن، فهذا البرنامج تطلق بموجبه حملات وطنية من سبعة محاور، هي: «أطفالنا أصحاء» و«أسرتنا متماسكة»، و«إماراتنا خالية من السكري» و«مدارسنا أفضل» و«غذاؤنا آمن» و«أفكارنا خضراء» و«مستقبلنا مزدهر»، وقد تم اعتماد هذه المحاور بناء على دراسات علمية أجريت على مجتمع الإمارات، من أجل توظيف الأدوات البحثية والعلمية في خدمة المجتمع الإماراتي، توافقاً مع التوجهات الإماراتية في الاستعانة بالبحوث والدراسات العلمية في خدمة التنمية. ويعد هذا البرنامج خطوة تكميلية لما نفذته الإمارات من مبادرات على مدار السنوات الماضية، وحققت من خلالها العديد من الإنجازات، ففي مجال رعاية الطفل، أطلقت الدولة مشروع ربط السجل الصحي الإلكتروني لطلبة المدارس الحكومية بنظام المعلومات الصحية، وأطلقت برنامج «السلامة الذكية» الذي يهتم بتنمية وعي وقدرات الطفل في الحفاظ على سلامته ولياقته البدنية ومواجهة الحوادث. وفي إطار مساعي الدولة لمواجهة مرض السكري، فقد انتهجت سياسات عدة، بدءاً بإطلاقها الخطة الاستراتيجية لمكافحة السكري في عام 2008، وحملات التوعية المكثفة لاعتماد أسلوب حياة صحي للوقاية من هذا المرض، وقد أدت هذه السياسات إلى تراجع ترتيب الدولة وفقاً لمؤشر الإصابة بالسكري إلى المرتبة الخامسة عشرة عالمياً العام الماضي، بعد أن كانت في المرتبة الثانية عالمياً في عام 2010. وفيما يتعلق بالتعليم الرقمي شهدت الإمارات أيضاً، تحولاً جذرياً في النظم التعليمية، تماشياً مع تطلعاتها نحو تحقيق نظام تعليمي رفيع المستوى وفق أعلى المعايير العالمية، يتبنى استخدام التكنولوجيا الحديثة في الارتقاء بالمنظومة التعليمية، بما يتوافق مع متطلبات الحياة الحديثة والتوجه نحو مجتمع المعرفة. وفي صعيد تعزيز التلاحم الاجتماعي طبقت الإمارات حزمة من الإجراءات تستهدف الحفاظ على تماسك المجتمع، من خلال دعم الترابط الأسري، ومواجهة أي بوادر للتفكك الأسري، وتفعيل دور الأسرة في المشاركة في القضايا الاجتماعية. ومن جهة أخرى، شكل الأمن الغذائي في الإمارات قضية استراتيجية، لا تقتصر أهدافها فقط على وفرة الغذاء، بل تتعداها إلى جودة الغذاء وسلامته، وإثر هذا التوجه نفذت الإمارات استراتيجية وطنية اعتمدت على مجموعة من الآليات، لضمان توفير الغذاء الآمن والسليم لجميع فئات السكان، منها إنشاء مركز للأمن الغذائي في أبوظبي، بهدف إنشاء مخزون غذائي استراتيجي، يُستفاد منه في أوقات الطوارئ وفي حال التقلبات المناخية أو أزمات الغذاء العالمية، وهذه الجهود جعلت الإمارات من ضمن الدول السبع عشرة التي نجحت في احتواء معدلات انتشار نقص الغذاء في العالم النامي، إذ تراجعت فيها نسبة من يعانون نقص الغذاء إلى ما دون 5% خلال الفترة 1990-2013، بشهادة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو». وقد اتخذت الإمارات خطوات مهمة في سبيل تحقيق بيئة خضراء مستدامة، وتبنت مبادرة وطنية طويلة المدى لبناء اقتصاد أخضر تحت شعار «اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة»، وتعتبر بذلك الدولة الأولى على الصعيد الإقليمي في هذا التوجه. ونحو تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة تبنت الإمارات التنمية المستدامة القائمة على الابتكار وإنتاج المعرفة، وتظهر ملامح هذا التوجه عبر إعلان عام 2015 عاماً للابتكار، وإعلان الاستراتيجية الوطنية للابتكار، وهي خطوات مهمة نحو بناء مجتمع المعرفة.