ثمانية شهور كافية ليتصاعد الغضب الدولي ويهبط ويتلاشى. وهي الفترة التي مرت على اقتحام متشددي جماعة «بوكو حرام» لمدرسة ثانوية في قرية تشيبوك في شمال شرق نيجيريا وخطف ما يزيد على 200 مراهقة مازلن مفقودات. وانتشرت حملة دولية على تويتر تحمل هاشتاج (#BringBackOurGirls) «أعيدوا فتياتنا» بمساعدة من السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والأهم من كل هؤلاء ملايين النشطاء على «تويتر»، لكن تلاحقت علينا أحداث مروعة كثيرة مثل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم واستيلاء «داعش» على أراض في العراق وسوريا وتفشي وباء «إيبولا» الفتاك في غرب أفريقيا. وكل هذا صرف انتباه زعماء العالم والمواطنين ووسائل الإعلام بعيداً عن الفتيات النيجيريات المخطوفات. وفي الوقت نفسه، فشلت الجهود الدولية لاستعادة الفتيات، ومنها جولات تفاوضية متعددة لمقايضة الفتيات بمقاتلين من «بوكو حرام» معتقلين في السجون النيجيرية. لكن الحركة مضت في طريقها سعياً وراء تحقيق هدفها الخاص بإقامة دولة إسلامية أصولية في شمال شرق نيجيريا والتخلص من النفوذ الغربي في المدارس. وواصل المتشددون الذين أدرجتهم الولايات المتحدة في قائمة الجماعات الإرهابية عام 2013 هجومهم على أهل القرى النيجيرية وقتلوا بعضهم وخطفوا آخرين. وذكر تقرير لـ«نيويورك تايمز» قبل شهر أن الحركة «تستطيع الهجوم عندما تريد» في شمال شرق نيجيريا. لكن هل تستطيع تغريدات «أعيدوا فتياتنا» التغلب على مرور الزمن وعدم الاكتراث بخطف الفتيات؟ فبعد نحو أربعة ملايين تغريدة لم يتم إنقاذ الفتيات. فما الجدوى؟ لنتذكر أنه قبل أن يطلق خبير مواقع التوصل الاجتماعية المحامي النيجيري إبراهيم عبد الله هاشتاج «أعيدوا فتياتنا» لم يكن هناك إلا القليل من التغطية لعملية الخطف. وعندما سمع عبد الله نائب رئيس البنك الدولي السابق اوبياجيلي إيزكويسيلي يقول «أعيدوا فتياتنا»، ردد المحامي النيجيري العبارة على «تويتر» وتكاثر عدد المحتجين في «يونيتي فاونتين» وعلى الإنترنت. وأخيراً دوت الصرخة عبر العالم. أليس من الصحيح أنه لولا حملة مواقع التواصل الاجتماعي لما سمع أحد خارج نيجيريا عن الفتيات المخطوفات؟ هل كان من الممكن أن تبقى القصة أكثر من دورة إخبارية واحدة في وسائل الإعلام الغربية؟ هل كنا سنقرأ هذا الآن؟ وحان الوقت كي نذكر العالم المشتت الانتباه إلى أنه لابد من إلحاق الهزيمة بـ«بوكو حرام». أوكيلو سام مؤسس مدرسة «هوب نورث» الثانوية في أوغندا لضحايا الحرب الأهلية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفيس»