خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء، مؤخراً، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن «سعادة شعب دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل محور عمل الحكومة، وأن توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تدعو بشكل مستمر إلى وضع احتياجات المواطنين وتطلعاتهم على رأس الأولويات الوطنية، فهم ركيزة التنمية وغايتها التي رسمت ملامحها رؤية الإمارات 2021». هذه التصريحات تؤكد أموراً عدة: أولها، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وحكومة، تُسَخِّر إمكاناتها ومواردها الطبيعية والاقتصادية كافة من أجل تحقيق هدف واحد، ألا وهو الارتقاء بالإنسان الإماراتي وضمان الحياة الكريمة له، ووضعه في المكانة التي تليق به بين شعوب العالم الراقي والمتقدم. وما تبذله الدولة بمؤسساتها كافة، في إطار تحسين جودة البنى التحتية والمرافق والخدمات العامة وتحسين مستويات الدخول وتوفير السبل كافة أمام المواطنين، لتمكينهم من امتلاك الخبرات العملية والمهارات والمعارف اللازمة وتحصينهم أيضاً ضد الأمراض والتهديدات كافة، ومن ثم إتاحة الفرصة لهم للحصول على فرص العمل التي تلبي تطلعاتهم، ليس كل ذلك من الجهود إلا دليلاً على حرص الدولة، قيادة وحكومة، على إدراك ذلك الهدف، بل إن تمكّن الإمارات من التقدم على مؤشرات التنمية، ومجيئها في فئة الدول «ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً»، ضمن «تقرير التنمية البشرية»، الصادر عن «البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة»، ومحافظتها على هذه المكانة منذ سنوات عدة، ليس إلا دليلاً على سلامة سعيها في هذا الاتجاه. الأمر الثاني، أن طموحات دولة الإمارات العربية المتحدة في المجال التنموي لا تتوقف عند حدّ، فهي تسعى إلى مواصلة الإنجازات والمضي قدماً نحو المنافسة على المراكز الأولى عالمياً في المجالات والمؤشرات الاقتصادية والتنموية كافة، وتبدو هذه الطموحات جلية في ثنايا الرؤى المستقبلية المعتمدة، سواء على المستوى الاتحادي أو على المستوى المحلي في الدولة، وتمثل «رؤية الإمارات 2021» عنواناً ناصعاً في هذا الاتجاه، التي تسعى إلى جعل الإمارات، لدى إتمامها خمسين عاماً منذ إنشائها، واحدة من الدول ذات الاقتصادات الأكثر ابتكاراً والأكثر اعتماداً على المعرفة، وأن يكون ذلك معتمداً بشكل تام على سواعد أبنائها المواطنين وجهودهم. وقد عبّر صاحب السمو، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تصريحاته الأخيرة عن هذه الطموحات والجدية في السعي إلى إدراكها بشكل صريح، بقوله «نحن بحاجة اليوم إلى تكثيف الجهود الوطنية للحفاظ على منجزاتنا، وينبغي ألا نقف عند هذا الحد، بل ان نسعى إلى الابتكار في التعامل مع قضايانا وواقعنا، خاصة فيما يتعلق بالقضايا المجتمعية، التي تمس حياة المواطنين ومستقبل الأجيال القادمة»، ويبدو ذلك واضحاً في قول سموه أيضاً «نحن نعيش في عالم متسارع الوتيرة، لذا نريد أن نصنع من هذا الواقع تغييراً إيجابياً لوطننا ومواطنينا، سعياً نحو تحقيق (رؤية الإمارات 2021).. وسنسعى كحكومة لاستغلال ذلك، بإطلاق مبادرات مبتكرة بشكل أوسع، وإشراك عقول وطاقات مواطنة، تدرك تحديات الواقع وتستشرف فرص المستقبل». عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية