يشهد العالم العربي مراجعة تامة حول انتشار العنف والإرهاب في عالمنا، وما هي الأسباب والدوافع التي أدت إلى بروز هذه الظاهرة. أثار الكاتب العربي المقيم في ألمانيا حامد عبدالصمد في كتابه الصادر حديثاً «سقوط العالم الإسلامي» زوبعة من الاحتجاجات من قبل البعض، بينما يرى البعض الآخر بأنه محق فيما طرحه من أفكار عن جمود العالم الإسلامي. الكتاب الذي صدر في ألمانيا ونُشر ملخص له على وسائل الاتصال الاجتماعي سنتطرق إلى ما طرحه من أفكار خاصة بالتعليم وأهمية الانفتاح الحضاري. محطة "دويتش فيله" الألمانية طرحت عليه بعض الأسئلة.. ننقلها للقارئ كما نشرتها وسائل الاتصال الاجتماعي، حيث طرحت المحطة السؤال التالي: كتابك به تصور للعديد من مشكلات العالم الإسلامي الذي توقف عن الإبداع والابتكار، وأصبح يعيش عالةً على العالم، ما هي المشكلة الرئيسية التي على المسلمين البدء بحلها لكي يتقدموا؟ الإجابة في المقام الأول تنقية العقول من سموم الكراهية لاسيما كراهية الغرب وإصلاح التعليم لجعله أداة للمستقبل. التعليم الآن في مجتمعاتنا الإسلامية هو أداة في يد السلطة. والتعليم الآن يُحرّض على كراهية الآخر والابتعاد عنه. على التعليم أن يعلم الطلاب كيف يفكرون ويتخذون القرارات بصورة مستقلة، لا أن يكونوا مقلدين أو إمعات، غير أن إصلاح التعليم يعني إنهاء الديكتاتورية. فليس من مصلحة الديكتاتور أن يكون هناك تعليم حديث في بلده. الديكتاتور لا يريد إنساناً يفكر، بل أناساً يعيشون في ولاء له لأن الناس لو بدأوا في التفكير سيتساءلون عن شرعية الحكم. وفي سؤال حول الإسلام، وكيف أنه شهد حضارة وازدهاراً في الماضي، رد قائلاً: هذه الفترة كانت بين القرن الثامن والحادي عشر الميلاديين، لكن العالم الإسلامي لم يزدهر بسبب الإسلام، بل بسبب انفتاحه على الحضارات الأخرى والتعاون معها، معظم علماء المسلمين الأوائل لم يكونوا عرباً بل كانوا فرساً، أو من أصول مسيحية أو يهودية، أي حدث تلاق بين حضارات مختلفة أنشأت حضارة جديدة لها ديناميكية جديدة... الآن للغرب باعتباره كافراً لا نريد أن يكون بيننا وبينه صلة. لقد فقدت الأمة الإسلامية قدرتها على الاستفادة من علوم الآخرين والتعامل بمرونة مع التحديات الحديثة وانعزلت وعزلت الحضارات هي المرحلة الأخيرة في انهيار أي حضارة لأنها تفقد الهواء النقي وتفقد القدرة على التلاقح. ما طرحه الكاتب حامد عبدالصمد في كتابه سقوط العالم الإسلامي صحيح، وهو جزء من حركة التنوير العربية التي برزت في الفترة الأخيرة والتي تدعو في مجمل أطروحاتها إلى إبعاد الدين عن السياسة وأهمية الدولة المدنية الديمقراطية التي أساسها الدستور والقانون ودولة المؤسسات بعيداً عن التعصب القبلي والطائفي والقومي. نختلف مع الكاتب حول تركيزه على الأنظمة العربية، فالمشكلة في الوطن العربي عامة، وهي تشمل مؤسسات المجتمع العربي والأحزاب والحركات السياسية والمجتمع العربي الإسلامي الرافض للتغير والتجديد من خلال التعليم والانفتاح الحضاري.