بين موجة الهجرة العربية.. وخروج اليونان من «اليورو» الجارديان أكد الكاتب «باتريك كينجسلي» في مقال نشرته صحيفة «الجارديان» يوم الأحد الماضي أن الاضطرابات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أثارت أكبر موجة هجرة جماعية في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لافتاً إلى أن المهاجرين يخاطرون بكل شيء بينما يحاولون الفرار من الحروب الداخلية. وأوضح أن المعارك في سوريا وليبيا والعراق، وزعزعة الاستقرار المتغلغلة في بعض الدول الأخرى في أنحاء العالم العربي، أسهمت جميعها في نزوح زهاء 16,7 مليون لاجئ إلى أنحاء العالم، إضافة إلى نزوح ما يربو على 33 مليون شخص داخلياً في دولهم التي مزقتها الحروب، والتي أجبرت كثيرين من الشرق الأوسط على عبور البحر المتوسط بطرق خطيرة، أملاً في حياة أفضل داخل أوروبا. وأضاف: «يعتقد السياسيون الأوروبيون أن بمقدورهم تنفير المهاجرين من عبور البحر المتوسط عن طريق تقليص عمليات الإنقاذ، ولكن اللاجئين يقولون إن نطاق الاضطرابات في الشرق الأوسط لا يدع لهم خياراً آخر سوى البحث عن فرص نجاة ولو في عرض البحر!». وذكر أن أكثر من 45 ألف مهاجر خاطروا بأرواحهم بعبور البحر المتوسط من أجل الوصول إلى إيطاليا ومالطا في عام 2013، لقي منهم 700 شخص حتفهم، قبل أن يرتفع عدد الوفيات إلى أكثر من أربعة أضعاف العام الماضي مسجلاً 3224 شخصاً. الإندبندنت اعتبرت صحيفة «الإندبندنت» في افتتاحيتها أمس أن خروج اليونان من منطقة اليورو ستكون له تداعيات عالمية، إلا أنه أخذ يبدو حتمياً. وأضافت: «لو أن كل ما كانت تحتاجه المنطقة من أجل الاستقرار هو خروج اليونان، لكان حدث ذلك، ولاسيما أن أزمات الديون السيادية اليونانية أتاحت فرصاً -إن لم يكن حوافزـ كثيرة أمام ألمانيا، باعتبارها الصوت المهيمن في منطقة اليوور، لإخراج أثينا»! وتابعت الصحيفة قائلة: «ولكن في ضوء الالتزام المثير للإعجاب بالوحدة الأوروبية، قدم دافع الضرائب الألماني، على رغم تذمره، المساعدات والإعانات لليونان، ولاقتصادات أخرى غير تنافسية مثل قبرص والبرتغال وإسبانيا وإيطاليا». بيد أن الافتتاحية أشارت إلى شكوك في أن مثالية وكرم برلين لم تقابل بعزيمة وتضحية يونانية، والأخطر من ذلك أن حزب «سيريزا» اليساري اليوناني يتجه للانتصار في الانتخابات نهاية الشهر الجاري، وهو ما يهدد بالتراجع عن الاتفاق الذي توصلت إليه اليونان مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي، لأنه شديد التقشف، على رغم أنه قد تم إنجازه تقريباً. وذكرت الصحيفة أن النتيجة لن تكون جيدة بالنسبة لليونان، التي ستسوء سمعتها إزاء إمكانية الوفاء بالالتزامات الدولية، ومن ثم سيعقب ذلك خروجها من منطقة اليورو. ديلي تليجراف اعتبر الكاتب «ماتس بيرسون» في مقال نشرته صحيفة «ديلي تليجراف» أمس أن ألمانيا تحتاج الآن إلى صداقة بريطانيا أكثر من أي وقت مضى، في ضوء المشكلات الجسيمة داخل البيت الأوروبي، ولاسيما انعدام اليقين في منطقة اليورو، واقتراب عام 2017، الذي حدده ديفيد كاميرون لإجراء استفتاء على انسحاب أو بقاء بريطانيا في منطقة اليورو حال انتخابه لفترة ثانية. وأوضح أن ألمانيا ترغب في إبقاء بريطانيا داخل الاتحاد، فمن دونها ستنكمش السوق الأوروبية المشتركة بنسبة 15 في المئة، ويمكن أن تواجه صادرات الاتحاد التي تقدر بنحو 220 مليار جنيه إسترليني تآكلاً إضافياً، وستصبح موازنة الاتحاد أقل بمقدار 15 مليار جنيه، وبالطبع سيخسر التكتل الأوروبي واحدة من القوتين العسكريتين القويتين فيه، وهما بريطانيا وفرنسا. وأضاف: «إذا كانت ألمانيا خائفة من خسارة المملكة المتحدة الآن، فعليها أن تتحصن لعام 2017»، متابعاً أنه: «في أوروبا التي تكابد ضَعف النمو والحكومات الضعيفة وظهور الشعبويين، لم يعد التوصل إلى صفقة أنجلو- ألمانية تهدف إلى إجراء إصلاحات شاملة في الاتحاد الأوروبي مجرد أمر مرغوب فيه، وإنما بات ضرورة مطلقة». فاينانشيال تايمز توقع المحلل الاقتصادي «مارتين وولف» في مقال نشرته صحيفة «فاينانشيال تايمز» أول من أمس، نمو الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري، عازياً ذلك إلى أنه يسجل نمواً سنوياً منذ الحرب العالمية الثانية باستثناء وحيد فقط هو عام 2009 الذي حدثت فيه الأزمة المالية العالمية. وأضاف «وولف»: «إن صندوق النقد الدولي يعتقد أن الاقتصاد العالمي سينمو بنحو أربعة في المئة». ونوّه بأن النمو في الاقتصادات البازغة من المرتقب أن يواصل تسارعه بدرجة أكبر منه في الدول المتقدمة، لافتاً إلى أن النمو في الاقتصادات البازغة قد يصل إلى نحو 5 في المئة سنوياً، مقارنة بـ2 في المئة في الدول المتقدمة. إعداد: وائل بدران