تضرب القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، المثل تلو الآخر، وتطرح المبادرة تلو الأخرى التي تؤكد صواب رؤيتها الحكيمة وقوة إرادتها التي لا تلين لخدمة هذا الوطن الغالي ورفعته وتقدمه ورفاهية أبنائه وسعادتهم، وهي في هذا لا تنسى أبداً كل من أسهم أو شارك في تحقيق هذا الهدف السامي من أبناء الوطن أو حتى من خارجه، وفي هذا الإطار جاءت المبادرة الكريمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" بجعل يوم الاحتفال بجلوس سموه الذي يوافق الرابع من يناير من كل عام، مناسبة للاحتفاء وتقديم الشكر لكل من ساهم في إثراء مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة وتقدمها. ولم يكن غريباً أن يخصص سموه مناسبة هذا العام للتعبير عن الشكر والامتنان لأبناء القوات المسلحة الذين وصفهم بحق بأنهم "رعاة الاتحاد وحماة الوطن الذين ثبت بهم البنيان واشتدت بهم أركان الدولة". هذه المبادرة الكريمة تجسد جملة من القيم النبيلة والدلالات المهمة التي لا تخطئها العين، أولاها حرص قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، على ترسيخ قيم الوفاء والتقدير لكل عمل مخلص يسهم في نهضة الوطن ورفعته، وفي هذا تعزيز لانتماء المواطن لوطنه وتعميق ولائه لقيادته الرشيدة وتشجيعه على بذل الغالي والنفيس في سبيل أن ينعم شعب دولة الإمارات العربية المتحدة بالأمن والأمان والتقدم والحياة الكريمة، على نحو يسهم في تحقيق الهدف الأسمى الذي تسعى إليه دولتنا العزيزة بأن تكون واحدة من أفضل دول العالم في عام 2021، وأكثرها أمناً واستقراراً وازدهاراً. ثانيتها، أن هذا التكريم صادف أهله ومستحقيه بكل جدارة واستحقاق، فأبناء قواتنا المسلحة البواسل، هم العين التي تسهر على أمن هذا الوطن وشعبه العظيم، ويضحون بأنفسهم بلا تردد أو خوف لحماية أراضيه ومكتسباته، وهم السبب فيما ننعم به من أمن وأمان واستقرار يحسدنا عليه كل من يحيط بنا في هذا الإقليم المضطرب، وهم القوة الرادعة لكل من تسوّل له نفسه تهديد أمننا ووحدتنا واستقرارنا، بل إن دورهم البطولي المشرف امتد إلى خارج هذه الأرض الطيبة، ليقوموا بأدوار مهمة على الساحتين العربية والدولية خدمة للسلام الإقليمي والعالمي، من خلال المشاركة في أكثر من مهمة لدعم الاستقرار وحفظ السلام، من بينها دورهم البطولي في حماية أمن مملكة البحرين الشقيقة، التي اختلطت فيها دماء أحد شهدائنا الأبرار مع دماء أشقائه من القوات المسلحة البحرينية لترسم لوحة خالدة لوحدة الهدف والمصير الذي يجمع دولنا الخليجية، ودورهم المشهود في مكافحة آفة الإرهاب المقيت الذي يمثله تنظيم "داعش" وغيره من التنظيمات المتطرفة التي تسعى إلى نشر الفوضى والدمار في ربوع المنطقة كلها، وقبل ذلك دورهم المشكور في حرب تحرير الكويت الشقيقة عام 1990، وفي إزالة الألغام من جنوب لبنان بعد انتهاء الاحتلال الإسرائيلي، وغير ذلك الكثير من المهام التي كان أداؤهم فيها محل إشادة وتقدير كبيرين إقليمياً وعالمياً، وقدم صورة إيجابية للغاية عن دولة الإمارات العربية المتحدة ورسالتها السامية لنشر التسامح والسلام في كل أرجاء العالم، لكل ذلك فهم يستحقون منا جميعاً، قيادة رشيدة ومواطنين ومقيمين، كل الشكر والتقدير والعرفان. والشكر موصول بالتأكيد لرجال الشرطة والأمن لجهودهم الدؤوبة في تعزيز الأمن والأمان الداخلي والتصدي الحاسم للخلايا والتنظيمات المتطرفة، وضبط أمن الطرق وتعزيز الجاهزية للكوارث والأزمات، والارتقاء بالخدمات الأمنية والشرطية إلى أفضل المعايير والممارسات العالمية، على نحو جعل من دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً في التميز الشرطي والأمني. الأمر الثالث المهم الذي أكدته هذه المبادرة الكريمة هو الالتفاف الواسع من قبل جميع فئات الشعب الإماراتي حول قيادته الرشيدة وقواته المسلحة الباسلة، فبمجرد إطلاق حملة "شكراً حماة الوطن"، تفاعل معها عشرات الآلاف من أبناء الوطن الذين سارعوا للتعبير ليس فقط عن تقديرهم وشكرهم لقواتهم المسلحة ودورها الوطني المشرف، وإنما أيضاً للتعبير عن شكرهم وامتنانهم وولائهم لقيادتهم الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذين عملوا بكل إخلاص وتفان على تحديث وتطوير القوات المسلحة الإماراتية حتى أصبحت تشكل أحد أقوى الجيوش في المنطقة وأكثرها تقدماً وأفضلها عدة وعتاداً، الأمر الذي مكنها من أداء دورها البطولي المشرف في حفظ الأمن والاستقرار داخل ربوع الوطن وخارجه بكل كفاءة واقتدار. وقبل ذلك كان الإقبال الكبير من قِبل الشباب الإماراتي من الجنسين للالتحاق بالخدمة الوطنية والاحتياطية بروح وطنية وثّابة، مؤشراً واضحاً إلى ما تتمتع به قواتنا المسلحة ورجالها البواسل من تقدير وامتنان من كل أبناء هذا الشعب العظيم، الذي يدرك أن الانتساب إلى هذه المؤسسة العسكرية والإسهام في حماية الوطن وترابه ومكتسباته هو شرف لا يضاهيه شرف، وخدمة وطنية لا تسمو عليها خدمة، وفخر لكل إماراتي، وهي تعد وبحقٍّ، مدرسة للوطنية الإماراتية الأصيلة، ومصنعاً للرجال الأوفياء لوطنهم وقيادتهم. فشكراً حماة الوطن، وشكرا قيادتنا الرشيدة على جهودها الحثيثة ومتابعتها الدؤوبة ومبادراتها الكريمة التي حولت إمارات زايد الخير إلى واحة للأمن والأمان والاستقرار في المنطقة والعالم.