لا يكاد الشعب الإماراتي يخرج من مبادرة وطنية لرجل المبادرات الفريدة، السباقة والخلاقة، حتى يعود ليطالعنا سموه بأخرى تدفع باتجاه تعزيز الترابط والتلاحم بين الشعب الإماراتي وقيادته ومؤسساته الوطنية. وأبى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هذه المرة إلا أن يسلط الضوء عبر مبادرته «شكراً حماة الوطن» على واحدة من أهم المؤسسات التي نتلمس أثرها ودورها الحيوي في مختلف جوانب حياتنا. وبالرغم من ذلك تأتي هذه المؤسسة التي تضرب أسمى النماذج في السمع والطاعة والولاء والانتماء الحقيقي لهذا الوطن وقيادته، لتمارس دورها بعيداً عن الأضواء وفي صمت وهدوء. إنها القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة وبواسلها من الضباط والأفراد. لقد جاءت مبادرة سموه «شكراً حماة الوطن»، لتعكس مدى أهمية هذه المؤسسة ومكانتها لدى قيادة دولة الإمارات. فهذه المؤسسة تعتبر إحدى أهم الوسائل التي تحقق ما قاله سيد البرية صلى الله عليه وسلم «من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا». «الحمد لله على نعمة الأمن والأمان» دعاء لطالما ظللنا نردده على الدوام في ظل ما تعيشه دولة الإمارات من أمن واستقرار جعل منها بيئة جاذبة لمختلف شعوب العالم حتى بات يعيش في ظلها أكثر من 200 جنسية في أجواء من التآلف والمحبة. لقد أصبحت القوات المسلحة لدولة الإمارات محط فخر واعتزاز للشعب الإماراتي وقيادته. فلم يقتصر دورها على توفير الأمن والأمان الذي يعد العنصر الرئيس في جميع مناحي الحياة والعامل الحقيقي في تحقيق الاستقرار الذي بدوره يوفر البيئة الجاذبة للاستثمار والتطور، بل تعداها ليطال جوانب أخرى. ولعل مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «شكراً حماة الوطن» فرصة ثمينة لإبراز الأدوار المختلفة للقوات المسلحة. فهذه المؤسسة والعاملون عليها لا يعيشون في برج عاجي بعيداً عن مجتمعهم، بل إنهم جزء من هذا المجتمع، فهناك العديد من الأنشطة المجتمعية التي كان للقوات المسلحة حضورها الفعال فيها، فتراها مثلاً حاضرة في المناسبات الوطنية تُسخر إمكاناتها لإنجاح هذه المناسبات وظهورها في أجمل حلة. ولعل أحد أفراد المجتمع الإماراتي يتساءل عن دور هذه المؤسسة على المستوى الإقليمي والدولي. إن الأدوار الإيجابية لهذه المؤسسة قد سارت إلى خارج حدود دولة الإمارات مُسخرة جهودها للقيام بالعمل الإنساني. فلقد كان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، صاحب رسالة إنسانية تجلت صورها في دعم المحتاجين وتقديم يد العون لهم. ولم يقتصر الأمر على إرسال المساعدات فحسب بل تعداه ليصل إلى أن يتجلى دور مؤسستنا العسكرية في حضور أفرادها في مناطق منكوبة، مثل الصومال وباكستان والبوسنة والهرسك لإبراز الجانب الإنساني لهذه المؤسسة التي ترجمت الرسالة الإنسانية للشيخ زايد طيب الله ثراه. فشُيدت المخيمات لإيواء المنكوبين وعلاجهم من خلال المستشفيات الميدانية. وجاء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليكمل تلك المسيرة وفق فكر المؤسس طيب الله ثراه، لنرى استمرار مؤسستنا العسكرية في أداء واجبها الإنساني في مختلف الأماكن. ولعل لسان حال حماة وطننا يقول: شكراً للقائد الأعلى للقوات المسلحة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، شكراً سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، شكراً سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على رعايتكم واهتمامكم ونعاهد الله أن نبقى حماة لهذا الوطن نفديه بأرواحنا وبكل غال ونفيس. إنه لحق علينا نحن شعب الإمارات أن نفخر بحماة وطننا، فلهم منا تحية عسكرية ملؤها الاعتزاز والفخر بهم. شكراً حماة الوطن وشكراً لرجل المبادرات الفريدة، السباقة والخلاقة التي يربط بها عمقنا التاريخي مع حاضرنا المشرق وغدنا الأفضل.