للعام الثاني على التوالي، ينتظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى نهاية العام ليتخذ قراراً مفاجئاً بشأن أحد الخصوم السياسيين. ففي عام 2013، سمح فجأة بخروج قطب النفط السابق ميخائيل خودروكوفسكي من السجن، وتركه يغادر إلى ألمانيا، وعلل بوتين ذلك بأن والدة خودروفوسكي كانت تحتضر في أحد مستشفيات برلين، وهما بحاجة لقضاء بعض الوقت سوياً. ويوم الثلاثاء الماضي، أصدرت محكمة في موسكو حكماً بسجن المحامي «أليكس نافالني» المعروف بمكافحته للفساد ومعارضة النظام الروسي، ثلاثة أعوام ونصف مع إيقاف التنفيذ، لكنها حكمت بسجن شقيقه «أوليج نافالني» مدة مماثلة. ويقدم بوتين نفسه كرئيس لدولة في حالة حرب، وأخذ شقيق «نافالني» كرهينة يعد عملاً حربياً يتماشى مع القواعد التي نصت عليها العقيدة العسكرية الجديدة للكرملين، التي تجعل من المنشقين الداخليين «خطراً عسكرياً». ويبدو ذلك مثل أفعال الملوك الأوروبيين في العصور الوسطى أو الرئيس السوري بشار الأسد الذين كانوا يأخذون رهائن من أسر المنشقين. وفي المؤتمر الصحافي بمناسبة نهاية العام، سأل صحفي بوتين عن ما يعتقده بشأن ممارسة نظام الرئيس الشيشاني رمضان قديروف بمقاضاة أسر الإرهابيين المشتبه بهم، فأجاب: «القاعدة أن أقارب الأشخاص الذين يرتكبون هجمات إرهابية يعلمون بشأنها»، ثم أشار الرئيس الروسي إلى الممارسة الإسرائيلية. ويوضح ذلك أنه لا يعارض مهاجمة أسر أعدائه. وتدخل الكرملين واضح في الطريقة التي تم بها التعامل مع الحكم، فقبل أسبوع من احتفالات عيد الميلاد، أعلنت المحكمة أنها ستحكم على الأخوين نافالني في منتصف يناير المقبل. وبدأ مؤيدوهما مباشرة إعداد الخطط للتظاهر في وسط موسكو، ومن ثم تحركت الحكومة لحظر إعلانات التظاهر عبر شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت. ولكن 18 ألف متظاهر أكدوا عزمهم التظاهر خارج الكرملين لتأييد الأخوين. وعلى رغم أنه لم يحضر كل ذلك العدد، لكن آلاف الأشخاص كانوا هناك. ومن المرجح أن يفرض بوتين إجراءات أمنية مشددة على الابتسامات عندما يسمع تقرير أحد معاونيه عن حشد صغير، معتقداً أن أسلوبه المفضل سينجح. ليونيد بيرشيدسكي صحفي روسي مقيم في برلين يُنشر بترتيب خاص مع خدمة واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس