فلسطين تنضم للمحكمة الجنائية.. ودعوة لإنهاء الحصار على غزة «هآرتس» تطرقت الصحيفة في افتتاحيتها ليوم الخميس الماضي لعدم الموافقة على مشروع القرار الذي طرحته المجموعة العربية برعاية مباشرة من الأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية للتصويت على مجلس الأمن الدولي، وعدم التمكن من جمع النصاب الضروري لطرح المشروع كان متوقعاً، ولكن الصحيفة تنصح بألا تنظر إسرائيل إلى الأمر على أنه انتصار لها، أو نجاح تحقق نتيجة جهد خاص قامت به، فمن شأن المشروع، على رغم عدم نجاحه، أن يعيد الصراع إلى نقطة الصفر، وأيضاً أن يدفع الفلسطينيين كما حصل بالفعل إلى الالتحاق بالمنظمات الدولية وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية من خلال المصادقة على اتفاقية روما المحدثة لها، ما يعني الضغط على إسرائيل بمتابعة مسؤوليها أمام المحكمة.. هذا بالإضافة إلى أن عودة الصراع إلى الساحة الدولية بطرحه على الأمم المتحدة ليست في صالح إسرائيل، بل ترى الصحيفة أن مشروع القرار كما طرحه الفلسطينيون هو دعوة تحذيرية من أن أميركا لن تبقى على مواقفها المساندة لإسرائيل على طول الخط، ولاسيما أن التبرير الذي ساقه المسؤولون الأميركيون لرفض مشروع القرار العربي كان عدم كفاية المدة الزمنية المقترحة للوصول إلى اتفاق نهائي. وإذا كانت إسرائيل ومعها أميركا قد رأتا في نقطتي القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية والإشارة إلى حل لمشكلة اللاجئين عائقاً دفعها لرفض القرار، فإن الصحيفة تقول إن هاتين النقطتين ليستا جديدتين، بل وردتا في المبادرة العربية للسلام، ما يعني أن ما أقلق حقيقة إسرائيل هو حزم الفلسطينيين الذين أرادوا عقابها. «جيروزاليم بوست» تطرقت افتتاحية للصحيفة إلى محاولات التفاهم الأميركية مع إيران التي بذلتها إدارة أوباما في الآونة الأخيرة، مشيرة بالخصوص إلى المقابلة التي أجراها الرئيس أوباما في الأسبوع الماضي مع إحدى محطات الراديو الأميركية وتحدث فيها عن قدرات إيران الإيجابية وإمكاناتها الداخلية التي تتيح لها لعب دور إقليمي مهم، لو أنها كفت عن محاولات الوصول للقنبلة الذرية. والحال تقول الصحيفة إن أوباما يقع في خطأ يرتكبه عادة قادة الدول الليبرالية والديمقراطية التي تسقط قيمها الخاصة على الأنظمة الشمولية، وهي أنظمة تعمل وفقاً لمنطق مغاير وتسعى فقط إلى البقاء في السلطة وتعظيم مكاسبها الإقليمية وتحسين أوراقها التفاوضية، بحسب تعبير الصحيفة. وللتدليل على خطورة التقارب مع إيران تدعو الصحيفة للعودة إلى التاريخ والاعتبار من الحالات التي انتهج فيها الغرب سياسة التهدئة مع الخصوم وكيف انتهت إلى نتائج سلبية سواء تعلق الأمر بالنظام الصربي الذي انخرط في التطهير العرقي ولم يرتدع إلا بالقصف الأميركي، أو حتى النظام الأرجنتيني في عام 1982 الذي ارتكب خطأ فادحاً بالهجوم على جزر «الفوكلاند»، حيث كان للتدخل البريطاني السريع والهزيمة النكراء التي ألحقتها به مارجريت تاتشر دور في تراجعه، وهو أيضاً ما ينطبق على إيران، تقول الصحيفة، التي ترى أنه لن تنفع معها التهدئة ولن تعود عن طموحاتها النووية ونزوعها للهيمنة. «هآرتس» دعت الصحيفة في افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي لإنهاء الحصار المفروض على غزة، وذلك على خلفية التصاعد اللافت في أعداد سكان القطاع الذين يحاولون الدخول لإسرائيل بحثاً عن العمل، وهو ما يدلل على حالة اليأس التي بات عليها سكان غزة، فحوالي نصف سكان القطاع تقريباً يعانون البطالة المزمنة، فيما يعيش 70 في المئة من الأهالي على المساعدات الإنسانية. بل إن 120 ألف نسمة ما زالوا ينتظرون بناء بيوتهم التي تهدمت في الحرب الأخيرة خلال الصيف الماضي، وكأن ذلك لا يكفي حيث لا يستطيع سكان غزة شرب مياه الحنفيات لأنها غير صالحة، كما أن الكهرباء لا تتجاوز بضع ساعات يومياً. وبالوتيرة الحالية التي يتم بها إدخال مواد البناء إلى غزة ستستغرق عملية إعادة الإعمار عقداً كاملًا من الزمن. والمشكلة، تقول الصحيفة، تظل جوهرية، فحتى لو حلت مشاكل البناء وإعادة الإعمار سيبقى الواقع المؤلم بعنوانه العريض المتمثل في الحصار الذي يحجز 1,8 مليون نسمة في قطاع ضيق لا يستطيعون الفكاك منه، مع تحمل إسرائيل القسط الأكبر من المسؤولية لأنها ما زالت تتحكم في سمائه وبحره وتغلق حدوده البرية. إعداد: زهير الكساب