للمرأة مكانة مميزة في المجتمع الإماراتي، منذ مرحلة التأسيس في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إلى مرحلة التمكين في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، ولها نصيب وافر في الخطط التنموية، في إطار من العمل الوطني الذي يحرص على تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص بين الإناث والذكور، وهو ما عبر عنه صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بقوله: «تجاوزنا في دولة الإمارات التمييز بين المرأة والرجل، فالمعيار هو الكفاءة والقدرة والتميّز»، وقوله أيضاً «تنمية لا تشارك فيها المرأة تنمية غير مكتملة»، إيماناً منه بأهمية المرأة كشريك فعال ومؤثر في تقدم المجتمع. وخلال عام 2014 واصلت الإمارات نهجها المتميز لتحسين وضع المرأة في كل القطاعات ولاسيما الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وحققت بموجبه المرأة العديد من الإنجازات التي امتدت إلى الصعيدين الإقليمي والدولي، وتظهر ملامح ذلك في العديد من الصور، منها: أولاً، ما أحرزته الإمارات من مراكز متقدمة في المؤشرات الصادرة عن المنظمات والمؤسسات الدولية العريقة، إذ تصدرت المركز الأول عالمياً في مؤشر احترام المرأة، الصادر بتوصية من «مجلس الأجندة العالمية» التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، لقياس مدى التطور الاجتماعي في الدول كمقياس جديد مكمل لتقارير التطور الاقتصادي. كما أعلنت مؤسسة «ومانتي» ومقرها سويسرا المعنية بتمكين النساء في العالم، احتلال الإمارات المرتبة الأولى عربياً في تمكين المرأة اجتماعياً. ثانياً، أشادت مؤسسات دولية وإقليمية عديدة بجهود القيادات الوطنية في مجال تمكين المرأة، وفي مقدمتها، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، لما لسموها من دور ملموس في قيادة المرأة الإماراتية نحو التميز، والذي بموجبه استحقت لقب «أم الإمارات»، ونالت سموها في عام 2014 إشادة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»، بفضل جهودها في مجال إدماج قضايا المرأة ببرامج التنمية. وحصلت سموها أيضاً وبجدارة على لقب شخصية العام للمرأة القيادية في العالم العربي، في تصنيف مجلة «فوربس الشرق الأوسط»، لأبرز القيادات النسائية العربيات اللائي لعبن دوراً رائداً في تنمية بلدانهن. وفي إطار مساعي «أم الإمارات» نحو تمكين المرأة الإماراتية من اقتحام كل المجالات الاقتصادية من دون استثناء، فقد وقع الاتحاد النسائي العام، تحت رعاية سموها، مذكرة تفاهم مع منظمة «الفاو»، بشأن تمكين المرأة في مجال القطاع الغذائي والزراعي. ثالثاً، نجحت الإمارات في احتضان العديد من الفعاليات الدولية المعنية بالمرأة في عام 2014، وفازت بحق استضافة «منتدى المرأة للاقتصاد والمجتمع» في عام 2016، الذي سيعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما يعد تثميناً لجهودها الحثيثة في الارتقاء بوضع المرأة محلياً وإقليمياً وعالمياً. رابعاً، تماشياً مع تعاظم دور الإمارات في المجتمع الدولي، وفي تأكيد نجاح الإمارات في توفير البيئية اللازمة لإعداد الكفاءات النسائية وفق المعايير الدولية، شهدت الفترة الأخيرة ارتفاعاً في نسب مشاركة المرأة الإماراتية في الفعاليات الدولية، وتعد مشاركة الرائد طيار مقاتل مريم المنصوري، أول إماراتية مقاتلة في القوات الجوية والدفاع الجوي، ضمن المشاركة الإماراتية في قوات التحالف الدولي في مواجهة التطرف والإرهاب لدحر تنظيم «داعش» الإرهابي، مثار فخر للمرأة الإماراتية ليس على الصعيد المحلي فقط، بل على الصعيد العربي والعالمي أيضاً. ـ ـ ــ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.