تضع دولة الإمارات العربية المتحدة تنمية الكوادر الوطنية وتأهيل القيادات الشابة، وتحسين بيئة العمل وتطويرها، ضمن أولويات خططها الاستراتيجية، تماشياً مع رؤية الإمارات 2021 للوصول إلى التنمية المستدامة، يأتي هذا في ظل الدعم والرعاية من قيادة الإمارات برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورؤيته التامة بأن تطوير الكفاءات المواطنة من ضرورات التنمية المستدامة في المجتمعات المتقدمة، وهي السبيل لمواكبة التطورات المعاصرة، إذ كثيراً ما أكد صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أهمية تأهيل الكوادر الوطنية، ومن أقواله المأثورة: «إن الإنجاز الأكبر والأعظم الذي نفخر به، هو بناء إنسان الإمارات وإعداده وتأهيله ليحتل مكانه، ويسهم في بناء وطنه والوصول به إلى مصاف الدول المتقدمة». لأجل ذلك، أطلقت الإمارات العديد من البرامج التأهيلية، كبرنامج «قيادات حكومة الإمارات»، الذي يستهدف إعداد القيادات الشابة، عبر تطوير مهارات وتطوير المواطنين، وتحسين كفاءاتهم وتمكين الموارد البشرية المواطنة وتعزيز قدراتها للعمل بكفاءة عالية. وتسعى الإمارات كذلك من خلال إعلان العام 2015 عاماً للابتكار، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للابتكار، إلى تأسيس بيئة وطنية محفزة للإبداع والابتكار، وتطوير منظومة العمل الحكومي والمؤسسي، ورعاية المبدعين وتأسيس قاعدة من الموظفين ممن يمتلكون المهارات الإبداعية المتميزة، وتوفير البيئة المحفزة والمشجعة على الإبداع، وتعزيز ثقافة الابتكار والتنافس الإبداعي بين الموظفين، للوصول بالدولة إلى المراكز الأولى عالمياً في هذا المجال. وفي ظل هذا النهج تسير الإمارات قدماً في ابتكار البرامج التدريبية لتطوير الكوادر الوظيفية المواطنة، وعلى ضوء ما حققته من نجاح في المجال، ولاسيما في تأهيل الكوادر الوظيفية في المؤسسات الحكومية، فإن الإمارات باتت واحدة من أبرز الوجهات الإقليمية والعربية للمتدربين، ففي إحصائية جديدة لوزارة الخدمة المدنية في المملكة العربية السعودية، تصدرت الإمارات وجهات تدريب موظفي الجهات الحكومية السعوديين، وهناك الآن نحو مائتين وخمسة موظفين حكوميين سعوديين يتدربون الآن في الإمارات، وهي التي تتقدم على دول كبرى، باعتبارها الخيار الأول للمملكة العربية السعودية في ابتعاث موظفيها لتلقي البرامج التدريبية، وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية جاءت في المرتبة الثالثة باستقبالها نحو 120 موظفاً سعودياً لأغراض التدريب. ومن المعلوم أن الإمارات حريصة على الالتزام بدورها في تعزيز العمل العربي المشترك، فهي تضع حصيلة تجاربها الناجحة وخبراتها في التنمية البشرية في متناول الدول العربية لمساعدتها على تطوير منظومة العمل المؤسسي والحكومي، لتطوير بيئة العمل في هذه الدول. وهي لم تحصر برامج تأهيل الكوادر الوظيفية في الكوادر الإماراتية فقط، إذ شهد هذا العام قيام «كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية» بإطلاق «برنامج القيادات العربية والتميز الحكومي»، الذي يهدف إلى تأهيل القيادات العربية للتعامل مع تحديات العصر ومتغيراته، وتحقيق التميز المؤسسي. ويضم هذا البرنامج بجانب المشاركين الإماراتيين، مشاركين من كل من السعودية والبحرين وعمان ومصر ولبنان، من الفئة القيادية التي تشمل وكلاء وزارات ومديري العموم ومديري الإدارات في الدوائر الحكومية. والجدير بالذكر أن الرؤية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لمدينتي دبي للإنترنت ودبي للإعلام لتعزيز الابتكار، تسعى إلى إيجاد منظومة للابتكار واستقطاب أفضل الموهوبين والمبدعين من داخل الدولة وخارجها، وتأهيلهم ضمن بيئة مثالية للابتكار والإبداع، وهو ما يعكس النهج الإماراتي في تعظيم قيم المعرفة والإبداع والتطوير بغض النظر عن هوية الفرد. ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية