سبعة صراعات خارج الاهتمام الإعلامي.. والمناطق العازلة لا تمنع الحروب «واشنطن بوست» تحت عنوان «سبعة صراعات بشعة لم تحظ بالتغطية الإعلامية الكافية في 2014»، كتب «إيشيان ثارور» أول أمس مقالاً في «واشنطن بوست»، إلى أن العام الموشك على الانتهاء كان وحشياًَ فحصيلة القتلى في الحرب الأهلية السورية بلغت 200 ألف سوري، وصعود تنظيم «داعش» أدى إلى تدخل أميركي من خلال حملة جوية ضد التنظيم. وأد التمرد الانفصالي المسلح في شرق أوكرانيا إلى مقتل الآلاف، وتوتير العلاقات بين موسكو والغرب، انطلاقاً من أن روسيا تقدم الدعم للانفصاليين في شرق أوكرانيا، وشهد 2014 هجوماً إسرائيلياً على غزة، حوّل القطاع إلى رُكام. ورغم ذلك، هناك أحداث أخرى مفعمة بالمآسي والمحن لم تحظ خلال 2014 بالاهتمام الكافي في وسائل الإعلام، في مقدمتها ليبيا، التي كان من المفترض أن تصبح قصة نجاح. الولايات المتحدة دعمت وفق منطق «القيادة من الخلف»، حملة «الناتو» على ليبيا ما ساعد الثوار على الإطاحة بالقذافي، لكن بعد سقوط الأخير عمت الفوضى البلاد، واندلعت حرب أهلية بين ميلشيات إسلامية وأخرى قبلية في إطار صراع على النفط. اليمن بقعة أخرى لم تلق اهتماماً إعلامياً، فالحركة «الحوثية» المدعومة من الشيعة، تسعى للسيطرة على الحكومة، ما يثير القلق من انفلات الأمور إلى حرب طائفية خطيرة بين الشيعة والسُنة بما فيها من ميليشيات تنتمي لتنظيم «القاعدة». وأشار الكاتب إلى ولاية «أسام» الواقعة شمال شرق الهند، وتشهد صراعات إثنية وقبلية ونزاعات على الموارد بين قبيلة «بودو» والمسلمين المقيمين في الولاية، والذين يقال عنهم إنهم مهاجرون غير شرعيين قادمون من بنجلادش. الفوضى داخل الولاية تسببت في تشريد عشرات الآلاف، وقتلت قبيلة «بودو» الأسبوع الماضي 72 شخصاً من قبيلة أخرى ما يدفع نيودلهي باتجاه شن حملة مكثفة لمكافحة الإرهاب في الولاية. السودان وجنوب السودان بقعتان طالهما التهميش الإعلامي، حيث أودت الصراعات الداخلية في جنوب السودان التي بدأت في ديسمبر 2013 بحياة 10 آلاف شخص وشردت 1.5 مليون نسمة. وفي السودان تفاعلت أزمة دارفور وزاد عدد مشرديها هذا العام نصف مليون نسمة، علماً بأن الرئيس السوداني صرّح بأن الوضع في الإقليم هادئ وطالب برحيل قوات حفظ السلام. أما نيجيريا، فواصلت حركة «بوكو حرام» أنشطتها الإرهابية داخلها وفي الدول المجاورة، واختطفت طالبات المدارس، ولم يعرف أحد مصيرهن بعد. وفي باكستان التي لم تحظ بتغطية إعلامية كافية هذا العام، وقع هجوم إرهابي نفذه عناصر من «طالبان» ضد مدرسة في بيشاور انتقاماً من العمليات العسكرية التي يشنها الجيش في منطقة القبائل الحدودية. وفي الصومال وكينيا، بدأت حركة «الشباب» المرتبطة بـ«القاعدة» تتراجع خلال السنوات الأخيرة، بسبب الضغوط الأميركية وقوات الاتحاد الأفريقي، لكن هجمات الحركة لم تتوقف في 2014 بل طالت كينيا. «يو إس إيه توداي» هل المناطق العازلة تمنع الحروب؟ تساؤل عنون به «ليونيل بينار» مقاله يوم الأحد الماضي في «يو. إس. إيه. توداي»، مستنتجاً أن تفعيل هذا النوع من المناطق في أوكرانيا لن ينهي الصراع في هذا البلد بل سيؤجله. فروسيا تخشى انضمام أوكرانيا إلى «الناتو» كي لا تفقد موسكو نفوذها في بلد تعتبره - تاريخياً- منطقة عازلة بينها وبين بقية أوروبا، وهذا ما دفع بوتين لضم القرم. وحسب الكاتب، عادة ما تتعرض البلدان الواقعة ضمن مناطق عازلة للمعاناة وربما التشظي «وموت الدولة». فكرة المنطقة العازلة ظهرت في الأزمة السورية فتركيا اقترحت منطقة عازلة أو بالأحرى منطقة حظر طيران شمال سوريا شبيهة بتلك التي تم تدشينها عام 1991 شمال العراق، لمنع تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا، لكن هذه الخطوة تؤجل الصراع ولا تنهيه. «كريستيان ساينس مونيتور» ضمن تقريرها المنشور أول أمس في «كريستيان ساينس مونيتور»، وتحت عنوان «انتهت الحرب في أفغانستان رسمياً، فهل هذا يعني نهاية القتال بالنسبة للولايات المتحدة؟» استنتجت «آنا مولرين»، أن العمليات القتالية انتهت يوم الأحد الماضي، لكن أميركا ستواصل عملياتها الخاصة بمكافحة الإرهاب في أفغانستان والحملة العسكرية الدولية ستتواصل بقوات قوامها 13 ألف جندي معظمهم من الأميركيين. الإعلان عن نهاية العمليات القتالية كان ضمن احتفال مقتضب، وكأن «الناتو» لا يريد جذب الانتباه إلى هذه المناسبة. وحسب وزير الدفاع الأميركي المستقيل «تشاك هاجل»، لدى واشنطن مهمتان الأولى مساعدة وتدريب قوات الجيش والشرطة الأفغانية، والثانية مكافحة ما تبقى من تنظيم «القاعدة» كي تتأكد واشنطن من أن هذا التنظيم لن يشن هجوماً عليها في المستقبل. حصيلة الحرب الأطول في تاريخ الولايات المتحدة 2200 قتيل أميركي وتريليون دولار حجم الإنفاق على الحرب و100 مليار دولار لإعادة إعمار أفغانستان. إعداد: طه حسيب