تسهم جائزة زايد لطاقة المستقبل المخصصة لفئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشكل كبير في توفير حلول الطاقة المستدامة، وتسهيل الوصول إلى المصادر المتجددة، وتوسيع نطاق استخداماتها لدى الفئات الفقيرة حول العالم، وزيادة الوعي السكاني بمشكلات الطاقة، وتحفيز القائمين عليها لتقديم المزيد من مشروعاتها لتلبية الاحتياجات المتنامية، بل إنها تضيف ميزة أخرى تتعلق بثقافة التكريم، وخاصة أنها توفر حافزاً مهماً، وتفتح آفاقاً جديدة للبحث العلمي والابتكار في قطاع الطاقة النظيفة، وزيادة الوعي العالمي بقضايا البيئة الخضراء والمستدامة. تضم قائمة المرشحين النهائيين للحصول على الجائزة في عام 2015، في فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ثلاث شركات هي "إيكونيشن" و"أم كوبا" و"سيلكو"، وقد توافقت المعايير التي وضعتها اللجنة المنظمة للجائزة مع النشاطات التي تعالجها هذه المؤسسات، في إطار عامٍّ يتضمن دعم الابتكار وأبحاث توفير الطاقة المستدامة للفئات المحرومة في العالم، ومن ضمن هذه المؤسسات تأتي شركة "سيلكو" الهندية، التي تسعى إلى الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة لتخفيف حدة الفقر في المناطق الريفية في الهند، وأضحت على مدار العقدين السابقين مزوداً رئيسياً للطاقة المتجددة وحلول التنمية المستدامة في هذه المناطق، فأسهمت في تحسين جودة التعليم للأطفال وفي خفض مستوى التلوث والتقليل من المشاكل الصحية بها. إن جائزة زايد لطاقة المستقبل المخصصة لفئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، التي تمكن الشركات المعنية من الحصول على جزء مهم من التمويل اللازم لتنفيذ مشروعاتها في مجال الطاقة المتجددة، بتركيزها على فئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة تحقق فائدة إضافية، فهي بذلك تمزج بين المزايا الخاصة، التي تتمتع بها فئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة من ناحية والمزايا التي يتمتع بها قطاع الطاقة المتجددة من الناحية الأخرى، بما يساعد على تعظيم العوائد التنموية بالنسبة إلى سكان المناطق المستهدفة. فالمشروعات الصغيرة والمتوسطة تتمتع بعدد من المزايا المهمة، على رأسها المرونة الكبيرة التي تسمح لها بالحركة من قطاع إلى آخر ومن سوق إلى آخر من دون مشكلات كبيرة، وهي ميزة لا تتوافر للمشروعات كبيرة الحجم. كما أن هذه الفئة من المشروعات لديها اتصال مباشر بالمستهلكين النهائيين، ومن ثمَّ فهي قادرة على التعرف على أذواقهم، بما يرفع كفاءتها وقدرتها على تلبية احتياجات الأسواق. وكذلك فهي لديها قدرة كبيرة على توليد فرص العمل مقارنة بغيرها من المشروعات. وفي حال تم الدمج بين هذه المزايا والمزايا التي يتمتع بها قطاع الطاقة المتجددة، الذي يعد من أكثر القطاعات قدرة على الاستدامة وأكثرها حفاظاً على التوازن البيئي ومحاصرة مظاهر التلوث، فإن ذلك يضفي على النشاط الاقتصادي في المناطق المستهدفة المزيد من التوازن والكفاءة، ويمنح الدول وخصوصاً النامية والفقيرة المزيد من العوائد التنموية، من توصيل الطاقة النظيفة إلى الفئات غير القادرة والمحرومة وتحسين المؤشرات البيئية والصحية والاجتماعية بالنسبة إليها، فضلاً عن زيادة معدلات التوظيف وتحسن مستويات الدخل وبالتالي مستويات المعيشة بالنسبة إلى سكانها. بهذا المعنى، تعتبر جائزة زايد لطاقة المستقبل المخصصة لفئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من البنود الجديدة التي تضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن سجلها الطويل في مجال دعم التنمية العالمية، والذي يضيف إلى دورها الحالي وهي تعتبر الدولة الأولى في العالم في مجال المنح والمساعدات التنموية، وبالتالي فإن مثل هذه المبادرة تعتبر خطوة جديدة بالنسبة إليها في الاتجاه ذاته. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية