إن كل ما أريده في العام الجديد هو التوقف عن استخدم مصطلح «ما بعد العنصرية» في كافة الخطابات السياسية والاجتماعية الأميركية. ومنذ بداية ترويج ذلك المصطلح في عام 2008 ترحيباً بظهور باراك أوباما، تم استخدام المفهوم بشكل مضلل وخيالي. ولم تعد تلك اللحظة التي فاز فيها باراك أوباما بالانتخابات التمهيدية في «ساوث كارولينا»، وردد الجمهور «العرقية لا تهم» سوى ذكريات بعيدة. وأما الأخبار واستطلاعات الرأي والدراسات التي ظهرت خلال النصف الأخير من عام 2014، تؤكد بصراحة مؤلمة أن «العرقية لا تزال مهمة»، وأثارت تعاملات الشرطة التي أفضت إلى مقتل أميركيين من أصول أفريقية عزل، خصوصاً مايكل براون في فيرجسون بولاية ميسوري، وإريك جارنر في نيويورك سيتي، نقاشاً مجتمعياً بشأن تنفيذ القانون والعرقية. كما عزز الفشل في إدانة الضابطين في هاتين الحالتين الحديث عن العنصرية، ومسألة المساواة في تطبيق العدالة. ولكن بغض الطرف عن هاتين الحادثتين، ثمة أدلة في كل مكان من حولنا تبرهن على أهمية العِرقية، فتذكرنا الحشود الشعبية التي ظهرت على قناة «فوكس» في بداية الشهر الجاري بالقائمة التي أعدها «مركز قانون الفقر الجنوبي» لمقاومة التعصب العرقي، وتشمل القائمة عدداً من الفروع النشطة لمنظمة «كو كلوكس كلان» التي تؤمن بتفوق البيض، ومعاداة السامية والعنصرية، في الولايات المتحدة. وحولت قناة «نيوز وان» تلك المعلومة إلى «خريطة تفاعلية»، وتنتشر هذه الجماعة العنصرية التي اشتهرت بتاريخها في أعمال العنف في 41 ولاية أميركية. ومن دون تلاعب بالألفاظ، أصبحت العرقية تلون الطريقة التي يرى بها الأميركيون بعض القضايا. ويوضح استطلاع حديث للرأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست»، بالتعاون مع «إيه بي سي نيوز» مدى الانقسام العميق، عندما يتعلق الأمر بإنفاذ القانون. ويقول واحد من كل عشرة أميركيين من أصول أفريقية، إن السود والأقليات الأخرى يتساوون في المعاملة مع البيض في نظام العدالة الجنائي. في حين يرى اثنان من كل عشرة أنهم واثقون من أن الشرطة تعامل البيض والسود بالمثل، سواء ارتكبوا جرائم أم لا. وعلى النقيض، يرى نحو نصف الأميركيين البيض أن نظام العدالة يتعامل بالمثل مع الأميركيين أياً كانت عرقيتهم، في حين أعرب 60 في المئة منهم عن ثقتهم في أن الشرطة تعامل الجميع بالمثل. جونثان كايبهارت: محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»