كان الأسبوع الماضي أسبوعاً محزناً. وحمل من الحزن ما يكفي لاكتشاف أن كوريا الشمالية على ما يبدو تستطيع ابتزازنا للإبقاء على الفيلم الذي لا يعجبها خارج دور العرض. وعلى الرغم من أنني أتطلع لرؤية فيلم « الشباب البروليتاري يحيي روح الزعيم الغالي» في عيد الميلاد المقبل، فقد قيل لي، إنه سيحصل على تصنيف 100% على موقع «الطماطم الفاسدة» المتخصص في مراجعات وأخبار الأفلام. بيد أن هذا، كما يتبين من تسريبات رسائل البريد الإلكتروني لشركة «سوني» يعتبر أسوأ، فقد أرسل أحد المنتجين، مخاوفه إلى «مايكل لينتون»، الرئيس التنفيذي لشركة «سوني انترتينمينت»، وأشار المنتج في الرسائل إلى أن «سوني» لا تلقي بالممثلين السود في الأفلام التي لها سوق دولية. وأردف المنتج في رسالته «لا، إنني لا أقول إن فيلم «المعادل» كان لا ينبغي إنتاجه أو أن الممثلين الأميركيين الأفارقة لا ينبغي استخدامهم (إنني شخصياً أعتقد أن «دنزل» (بطل فيلم المعادل) هو أفضل ممثل في جيله. أعتقد أن جمهور الأفلام الدولية هو جمهور عنصري – وبوجه عام، فإن الأفلام التي يقوم ببطولتها ممثلون من الأميركيين الأفارقة لا تلقى قبولاً في الخارج»، وأضاف المنتج في رسالته «لكن سوني أحياناً تبدو وكأنها تتجاهل أن الفيلم يجب أن يلقى قبولاً على المستوى الدولي من أجل تعظيم العوائد وتقليل المخاطر، خاصة الأفلام المخصص لها ميزانية كبيرة»، ومن المفارقات أن عائدات فيلم «المعادل» في جميع أنحاء العالم بلغت 191 مليون دولار، وكانت أكثر من نصف مبيعات التذاكر في الخارج. بالنسبة لفيلم تبلغ ميزانيته 55 مليون دولار، فإن عائدات بقيمة 191 مليون دولار لا تعد أداء مرعباً بأي حال من الأحوال، فقد كان ينبغي أن يدر أرباحاً، لكن الفيلم لم يحقق النجاح المطلوب في الخارج. ويمكن لفيلم مثل «الرجل الحديدي 3» أن يحقق ضعف الأرباح التي حققها محلياً في شباك التذاكر الدولي؛ أما فيلم «المعادل»، فقد حقق بالخارج أرباحاً أقل مما حققه في الولايات المتحدة. والآن، ربما لا تكون هذه عنصرية؛ ربما يكون هذا يتعلق بنوعية الأدوار التي يلعبها الممثل «دنزل واشنطن»، (فقد كان أداء فيلم «رجال ذو بزات سوداء - 3» جيداً جداً في الخارج؛ ويميل «واشنطن» إلى الأفلام ذات الجزء الواحد، وليس نوعية الأفلام الاحتكارية التي تربح الملايين في الدول الأخرى)، لكن هذا ليس شيئاً غير قابل للتصديق، أيضاً، فنحن نميل إلى التفكير في العنصرية باعتبارها مشكلة أميركية، في حين أنها في الواقع مشكلة إنسانية توجد في جميع أنحاء العالم. وإذا كان هذا المنتج محقاً، إذن، فإن عولمة سوق الأفلام لن تعني فقط المشكلات التي سبق أن اشتكت بشأنها – شخصيات مسطحة وحوار متدنِ واعتماد متزايد على التفجيرات ومطاردات السيارات التي لا تحتاج إلى ترجمة في الثقافات الأخرى -- ولكن أيضا جلب تحيزات الأجانب العنصرية لإضافتها إلى تحيزاتنا. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»