«الاتهامات الساقطة لمبارك الدويلة في حق الإمارات ورموزها مرفوضة رفضاً قاطعاً مني كمواطن إماراتي، قبل أن أكون وزيراً في الحكومة الاتحادية» بهذه العبارات انتقد وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، الدكتور أنور قرقاش، تصريحات النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي، مبارك الدويلة. متابعاً «حديث الدويلة الخبيث في حق الإمارات ورموزها يعبر عن فكر حزبي ساقط ويطال كل مواطن إماراتي، ويستهدفنا جميعاً في تشكيكه وإساءته». لقد جوبهت تصريحات الدويلة في قناة مجلس الأمّة الكويتي المسيئة لدولة الإمارات بموجة من الرفض والتنديد المشترك وعاصفة من الانتقادات في وسائل الإعلام الإماراتية والكويتية على حد سواء، وسارع المسؤولون الكويتيون باستنكار الإساءات وصرح رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، بأن الإساءة لدولة الإمارات «مرفوضة جملة وتفصيلًا.. مرفوضة مبدئياً في سياقها السياسي وفي كونها تجنياً وتجريحاً لا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال». وطالبت وزارة الخارجية الكويتية، النائب العام باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للتحقيق مع الدويلة بشأن «إساءته» لدولة الإمارات وقياداتها. لقد توالت الضربات الموجعة للتنظيم الدولي لـ «الإخوان المسلمين» في مصر وتونس وجاءت الضربة اللاحقة القاضية في تصنيف تنظيم «الإخوان» كتنظيم إرهابي في السعودية والإمارات وتجريم الانتماء إليه. وعبر الدويلة بحديثه بوضوح عن موقف جماعة «الإخوان المسلمين» في الكويت «حدس» وعكست التصريحات محاولة الجماعة تعكير صفو العلاقات بين الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة، خاصة بعد قمة الدوحة والمصالحة الخليجية- الخليجية والمصالحة القطرية المصرية، خاصة أن هذه التصريحات تأتي بعد تصريح مشابه لـ«الإخواني» الأردني زكي بني أرشيد الذي أساء لدولة الإمارات ويحاكم أمام القضاء الأردني. إذ يلاحظ المتتبع لخطاب «الإخوان المسلمين» تناغم الخطاب وتطابق المصطلحات على رغم اختلاف الانتماءات القطرية لأقطاب جماعات «الإخوان»، وأن ولاء «الإخوان» وانتماءهم ليس لأوطانهم وإنما للتنظيم الدولي وللمرشد العام لـ«الإخوان»، فالتصريحات المسيئة العابرة للحدود هي تدخل صريح في شؤون الدول الداخلية، والتشكيك في القضاء والإجراءات التي تتخذها الدول لحماية أمنها وسيادتها تصب في تهديد الأمن الداخلي لهذه الدول. فـ«الإخوان المسلمون» دأبوا على التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية دعماً لجماعة «الإخوان» في هذه الدول بالتهليل طوراً إن وصلوا لكراسي الحكم كما حصل سابقاً في مصر وتونس وطوراً آخر بشن الهجوم على الرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي، ويستمرون بالتدخل في شؤون مصر الداخلية! وقد سبق تحامل وجوه من «إخوان» الكويت «حدس» على حكومة دولة الإمارات ووقفوا إلى جانب المدعو القرضاوي في تهجمه على الدولة، كما أظهرت التحقيقات في قضية الخلية الإرهابية الإماراتية وجود صلات تنظيمية وتمويلية مع «إخوان» الكويت. إن علاقة «حدس» بالحكومة الكويتية اليوم شائكة ومثل هذه التصريحات ومن على منبر رسمي ستساهم في تأزيم العلاقة. وما لم يدركه الدويلة في توقيت تصريحه المسيء أن التحالفات الإقليمية والدولية قد تغيرت وفق مصالح الدول وخياراتها الاستراتيجية، فـ«الإخوان» سيدفعون ثمن المصالحة الخليجية القطرية بالتخلي القطري عن دعم حركة «الإخوان» والتخلي عن قياداتهم الذين احتضنتهم الدوحة، وأن الفجوة مرشحة للتعمق بين تنظيم «الإخوان المسلمين» والحكومات الخليجية بعد المصالحة الخليجية فالتصريحات والإساءات لدولة الإمارات ورموزها وقضائها التي دأب عليها «الإخوان» لا تعكس إلا وضع السقوط المتسارع لـ«الإخوان». ويبقى القضاء الكويتي هو الفيصل.