بينما يركز العالم على حرب كوريا الشمالية الرقمية مع «سوني»، تكدس بيونج يانج مخزوناً من مواد صناعة الأسلحة النووية دون تصد واقعي من الولايات المتحدة. ويقدر تحليل لم ينشر من قبل للبرنامج النووي لكوريا الشمالية أجرته مجموعة من كبار خبراء الولايات المتحدة بقيادة «ديفيد أولبرايت» رئيس معهد «العلوم والأمن الدولي»، أن كوريا الشمالية ربما تمتلك ما يكفي لصناعة 79 سلاحاً نووياً بحلول عام 2020. وذكر أولبرايت أن حكومة كوريا الشمالية تكدس إنتاجها من البلوتونيوم واليورانيوم عالي التخصيب وتجمع كمية قد تسمح بإنتاج أسلحة نووية لمنافسة دول نووية أخرى، منها الهند وباكستان وإسرائيل. وصرح أولبرايت في مقابلة أن كوريا الشمالية توشك أن تصل ببرنامجها النووي إلى مستوى دول كبيرة ولذا «من الضروري التصدي لهذا... أنها على وشك نشر ترسانة نووية قد تمثل خطرا ليس على الولايات المتحدة وحلفائها فحسب بل على الصين أيضا». وبحسب التحليل الذي تضمن بيانات قدمها فريق من المسؤولين الحكوميين وخبراء نوويين ومراقبين لكوريا الشمالية، فإن النظام الحاكم في البلد الشيوعي لديه الآن أربع منشآت منفصلة تنتج المواد النووية أو تستعد لذلك. وأشهرها المنشأة الموجودة في يونجبيون وبها مفاعل يعمل بالفعل لإنتاج البلوتوينيوم بقوة خمسة ميجاوات، وشبكة لتخصيب اليورانيوم بها آلاف من أجهزة الطرد المركزي، ومفاعل للماء الخفيف، يُمكن أن يستخدم لأغراض عسكرية أو مدنية. وتعتقد الاستخبارات الأميركية أن كوريا الشمالية لديها منشأة ثانية لأجهزة الطرد المركزي لم تعترف بها قط. وحتى مع إخراج هذه المنشأة الثانية لإنتاج اليورانيوم من المعادلة، يتوقع فريق «أولبرايت» أن كوريا الشمالية لديها ما يكفي من المواد لإنتاج 67 قنبلة في غضون خمس سنوات. ومفاعل الماء الخفيف في يونجبيون لم يدخل الخدمة بعد لكن هذا سيحدث قريبا. وحتى إذا لم يتم تشغيل هذا المفاعل أبدا أو إذا اقتصر على الأغراض المدنية، فإن كوريا الشمالية قد يصبح لديها 45 قنبلة مع انتهاء الفترة الرئاسية الأولى للرئيس الأميركي القادم. ويقدر ما لدى كوريا الشمالية من البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في الأسلحة بما يتراوح بين 30 و34 كيلوجراما مما يكفي لإنتاج تسع قنابل نووية حسب الحجم. وأقر أولبرايت أن سرية البرنامج النووي الكوري الشمالي يجعل التصور الدقيق مستحيلا. وأشارت معلومات سربت إلى واشنطن بوست عام 2013 من ادوارد سنودن المتعاقد السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إلى أن كوريا الشمالية مازالت واحدة من أصعب الأهداف للجواسيس الأميركيين. ويعتقد أولبرايت وخبراء آخرون في شؤون كوريا الشمالية أن سياسة إدارة أوباما تجاه كوريا الشمالية وتسمى عادة «الصبر الاستراتيجي» لم تفشل فحسب في وقف التراكم النووي لكنها شجعت بالفعل بيونجيانج على تعزيز سلوكها العدواني كما يتجلى في الهجوم الجريء على نظام الكمبيوتر في شركة «سوني». ـ ـ ـ ـ جوش روجين وايلي ليك ـ ـ ـ ـ كاتبان أميركيان متخصصان في شؤون الأمن القومي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»