نجاح النموذج التونسي.. واحتواء التحدي الأصولي لوموند نشرت صحيفة لوموند افتتاحية بعنوان: «النموذج يأتي من تونس» قالت فيها إن تونس عادت من جديد إلى الصورة بعد مرور أربع سنوات على إسقاط نظام بن علي، وهذه المرة من خلال تنظيم انتخابات رئاسية ديمقراطية ناجحة. وتونس التي شهدت نجاح انتخابات المجلس التأسيسي في سنة 2011، ثم الانتخابات التشريعية التي شهد لها هي أيضاً بأنها كانت حرة في أكتوبر 2014، تكللت خلال الأيام الماضية أيضاً تجربة التحول السياسي فيها بتنظيم رئاسيات، جرت بطريقة ديمقراطية، للمرة الأولى في تاريخ البلاد. وبذلك، تقول الصحيفة، ها هو النموذج يأتي مرة أخرى من ذلك البلد المغاربي الصغير -11 مليون نسمة- الذي شهد أصلاً انطلاق الشرارة الأولى لما سمي بـ «الربيع العربي». وفي غضون أربع سنوات ها هي تونس تشهد تحول سلطة بطريقة ديمقراطية، وتقدم بذلك النموذج للعديد من دول المنطقة غير المستقرة الآن، التي يرتمي بعضها في صراعات داخلية، ويغوص بعض آخر في صراعات سياسية مفتوحة، دون التمكن من التوافق على آلية لإنهاء الأزمات المستفحلة. واليوم يسلّم رئيس المرحلة الانتقالية المنصف المرزوقي، السلطة للرئيس المنتخب الباجي قائد السبسي، الذي قاد خلال السنوات الثلاث الماضية حراكاً سياسياً واسعاً مناهضاً لتغول جماعات الإسلام السياسي، ومحاولتها تجيير الثورة التونسية لتمرير أجندتها. وفي الأخير قالت الصحيفة إن الشعب التونسي قال أخيراً كلمته، وقدم نموذجاً في الديمقراطية، بطريقة سلمية، لا تخلو من جاذبية. لوفيجارو نشرت صحيفة لوفيجارو مقالاً تحليلياً للكاتب بيير روسلين حول ترحيل تحديات العام الموشك على الانقضاء إلى العام المقبل، وجاء عنوانه: «2014: من صعود المخاطر إلى نهاية الأوهام» مؤكداً فيه أن الديمقراطيات الغربية تنهي هذا العام دون أن تتمكن من إيجاد الاستجابات الفعالة لحزمة التحديات الكبرى التي حفل بها، وبهذه الطريقة ينتهي العام مثلما بدأ وسط أجواء من المخاطر الدولية المتفاقمة، والشكوك العميقة المتبادلة بين الدول الغربية نفسها. فقبل عام بالتمام والكمال فجر العميل السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية أدوارد سنودن موجة شكوك بين العواصم الغربية، حين كشف عما زعم أنه تنصت من قبل واشنطن على حلفائها الأوروبيين. وها هو العام يطوي أيامه الأخيرة، وتلك الشكوك ما زالت قائمة، بل إن الحديث عن ذلك الملف الشائك عاد ليتجدد مؤخراً أيضاً. وفي الشرق الأوسط ما زالت المنطقة، والغرب، والعالم، في مواجهة تفاقم خطر الجماعات الإرهابية، التي بلغ خطرها درجة غير مسبوقة مع التحدي الجديد الذي يمثله تنظيم «داعش» الإرهابي بعدما تمكن من احتلال مناطق واسعة في العراق وسوريا خلال العام. وما زالت الجهود الدولية متواصلة لاحتواء التحدي الأصولي، وتخليص المنطقة من مخاطره. وزيادة على هذا التحدي هنالك أيضاً حالات أخرى تغولت فيها الجماعات المتطرفة، مثل تزايد خطر جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا، وانفلات الحالة وجنوح أجواء العنف والرعب في ليبيا، وكذلك عودة تهديد جماعات الإرهاب في باكستان، والخطر الذي تمثله على مستقبل أفغانستان بعد استكمال انسحاب القوات الأجنبية. وبهذه الكيفية سيكون على الغرب، والعالم في العام الوشيك، مواجهة ذات المشكلات التي واجهها في هذا العام أيضاً. ليبراسيون الكاتبة «ألكسندرا شواتزبورد» ناقشت في افتتاحية لصحيفة ليبراسيون بعنوان «مغامرة» قضية عزوف السياح الغربيين والشركات العاملة في قطاع السياحة عن التوجه إلى القارة السمراء بدعوى الخوف من وباء «إيبولا»، مؤكدة أن في هذا إضراراً بالغاً بكثير من شعوب القارة التي تعتمد على السياحة كمورد رزق أساسي. وأشارت الكاتبة إلى أن الدول التي ظهر فيها المرض قليلة ومعروفة، ولذلك فلا داعي لمقاطعة وجهات سياحية أفريقية أخرى بعيدة، ولا خوف من الذهاب إليها من الأساس. ومن المعروف في فرنسا مثلاً أن وزارة الخارجية تضع تصنيفات وخرائط لمواطنيها توجِّههم فيما يتعلق بالسفر إلى مناطق العالم المختلفة، وتحدد لهم مناطق الخطر الحمراء، التي لا تنصح بالذهاب إليها. ومن البديهي أن منطقة «صفر مخاطر» غير موجودة في عالم اليوم. وفي الأخيرة تدعو الكاتبة للذهاب دون خوف إلى القارة دعماً لاقتصادات دولها، حتى لو كانت في ذلك الآن من وجهة نظر البعض «مغامرة»، مستشهدة في نهاية افتتاحيتها بكلمة للروائي البرازيلي الشهير باولو كويلهو: «إن كنتم تظنون أن المغامرة خطيرة، أقترح عليكم أن تجرّبوا الروتين، لأنه قاتل»! إعداد: حسن ولد المختار