يوماً بعد آخر تبرهن دولة الإمارات العربية المتحدة على صواب النهج الإنساني القائم على ثقافة التسامح واحترام الآخر وقبوله وعدم الإقصاء والحوار البناء واحترام الثقافات والديانات والمذاهب، وهو النهج الذي اختطه وأرسى دعائمه الأولى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لدى وضعه اللبنة الأولى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، واستكمل مسيرته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وذلك عبر تشريعات وقوانين قوامها العدل والرحمة، وتكفل لأي إنسان يعيش على هذه الأرض، من مواطن ومقيم وزائر وسائح، حرياته الأساسية وحقوقه الإنسانية كافة، بما يتوافق مع ما ينص عليه دستور الدولة ويتوافق مع القوانين والاتفاقيات الدولية، ومع أسس ومبادئ وأخلاقيات المجتمع الإماراتي العربي ذي العقيدة الإسلامية الوسطية السمحة. لهذه الأسباب قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة أحد أفضل نماذج التنمية البشرية في العالم، كما أنها حققت أحد أعلى معدلات النمو الاقتصادي والاستثماري ومعايير التطوير في البنى التحتية والتكنولوجية، وتصدرت دول وبلدان العالم في استقطاب أكثر من 200 جنسية من جميع شعوب العالم، من مختلف الثقافات والأديان والعقائد والعادات والتقاليد والأعراف وغير ذلك، وارتقت بشعبها في تقارير الأمم المتحدة المتعلقة بمستويات الرضا والسعادة بين شعوب العالم، وغير ذلك من الإنجازات الحضارية، وذلك كله بفضل التناغم الإنساني والانسجام الاجتماعي الذي تنعم به دولة الإمارات العربية المتحدة، ولعل أكثر ما يدل على حقيقة إنسانية الثقافة الإماراتية السائدة، هو أن العديد من الجنسيات التي لها خصائص عرقية وطائفية معينة، والتي تعيش في خلاف وتمارس التعصب داخل بلدانها الأم، تنصهر في بوتقة الإمارات التي تنعم بثقافة الحوار والتسامح والاحترام المتبادل، وتنسى خلافاتها القديمة في بلدانها. ولهذا، فإن التقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في قصر سموه مؤخراً، بفضيلة الشيخ مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة الإسلامية، وتأكيد سموه في هذا اللقاء أهمية ترسيخ ثقافة التسامح الديني والتعايش السلمي ونبذ التعصب والتشدد المسيء للإسلام بين جميع الطوائف والأديان، بعيداً عن التعصب والأنانية والتشدد الديني الذي يسيء إلى ديننا الإسلامي الحنيف دين المحبة والسلام، يدل من دون أدنى شك على أن هذه المبادئ باتت ثقافة متأصلة وثابتة في ذهن قادة دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها، وكل من يعيش فيها وينعم باستقرارها وازدهارها، وأن هذه الثقافة باتت هي الضامن الحقيقي لمزيد من التقدم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأمني الذي تشهده الإمارات في المجالات كافة. وما أكده فضيلة السلطان فضيلة الشيخ مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة الإسلامية، في أثناء اللقاء أيضاً، وتقدمه بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتأكيد فضيلته الرعاية الكريمة التي تحظى بها طائفته، والرعاية التي تحظى بها جميع الطوائف في دولة الإمارات العربية المتحدة، وإشادته بروح التسامح والتعايش والمساواة التي تسود المجتمع الإماراتي، بفضل السياسة الحكيمة والتوجيهات السديدة لقيادتها الرشيدة، التي تؤكد في جميع المناسبات والأوقات أن مجتمع دولة الإمارات المتنوع ثقافياً ودينياً وعرقياً يشكل نموذجاً ومثالاً للتعايش والتناغم الإنساني والاجتماعي من دون تمييز، كل ذلك دليل قاطع على أن سياسة الإمارات ناجحة في تحقيق أهدافها، وهي سياسة محفزة لجميع من يعيش على أرض هذا الوطن على الإسهام في تنميته وازدهاره. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية