في أحدث جولة محادثات دولية عن المناخ هذا الشهر في ليما عاصمة بيرو، كان ذوبان أنهار الجليد في الأنديز ونوبات الجفاف في الآونة الأخيرة الأساس الملائم الذي جعل المفاوضين يدركون أن وقت منع تغير المناخ قد فات بغض النظر عن مدى سرعتنا في التصدى للمشكلة. والآن يواجهون قضية كان كثيرون يأملون ألا يواجهونها وهي التكيف. والتكيف مع تغير المناخ ستكون باهظة الكلفة. فسيتعين إقامة حوائط عند البحر لحماية المناطق الساحلية من الفيضانات مثل تلك التي حدثت منطقة نيويورك عندما وقعت العاصفة ساندي عام 2012. ونحتاج إلى أنظمة إنذار وإخلاء مبكرين لمنع مآس بشرية مثل تلك التي تسبب فيها الإعصار "هايان" في الفلبين عام 2013 والإعصار "كاترينا" في نيوأورليانز عام 2005. ويتعين إقامة مراكز للتبريد وخدمات الطوارئ للتكيف مع موجات الحر مثل تلك التي قتلت 70 ألف إنسان في أوروبا عام 2003. ويتعين إقامة مشروعات مياه لحماية المزارعين والرعاة من نوبات الجفاف المتطرفة مثل التي ضربت منطقة القرن الأفريقي عام 2011. ويتعين إعادة زراعة غابات على نطاق واسع لتعيش بها أجناس جديدة تواكب تحرك ارتفاع درجات الحرارة نحو القطبين. ولأن التكيف لن يكون رخيصا، يتعين أن نقرر أي الاستثمارات تستحق الكلفة. وتخيلوا أننا دون استثمار كبير جديد في عملية التكيف سيتسبب تغير المناخ في أن ينخفض دخل العالم في العقدين المقبلين بواقع 25 في المئة بصفة عامة ليشمل التقلص دخل أفقر عامل زراعة في بنجلادش إلى أكثر بارونات العقارات ثراء في مانهاتن. والتكيف يقي من بعض هذه الخسائر وليس كلها. فما يجب أن تكون أولوياتنا: تقليص خسائر عامل الزراعة أم باروان العقارات؟ بالنسبة لعامل الزراعة ومليار شخص آخر في العالم يعيشون بأقل من دولار في اليوم، فإن خسارة 25 في المئة من الدخل سيكون كارثة ربما تمثل الفرق بين الحياة والموت. لكن بترجمة الخسارة في دولارات فهذا يمثل 25 سنتا فحسب في اليوم. وبالنسبة لبارون العقارات وآخرين من نسبة الواحد في المئة في الولايات المتحدة من أولئك الذين يبلغ متوسط الدخل اليومي للفرد منهم ألفي دولار، فإن خسارة 25 في المئة من الدخل سيكون موضع أسف وليس حياة أو موت. ولن يتعذر على هذا البارون أن يعيش بمبلغ 1500 دولار في اليوم. وبالمقاييس الإنسانية، خسائر البارون لا تذكر بالنسبة لخسائر عامل الزراعة. لكن بمقاييس الدولار فهي أكبر 200 مرة. والنماذج الاقتصادية التقليدية قد تنصح بإنفاق أكثر لحماية البارونات وليس العمال في العالم. جيمس بويس: أستاذ الاقتصاد في جامعة ماساشوستس ينشر بترتيب مع خدمة "إم.سي.تي. انترناشونال"