سأل الولد والده عندما زارا منطقة «جي.بي.آر» بإمارة دبي عند رؤيته شاشة بيضاء يعرض من حولها ملخص لخطة دبي 2021 قائلاً: أبي ما هي هذه الخطة وما معناها؟ فرد عليه الأب قائلاً: يا بني إنها جوهرة، بل هي أكثر من ذلك، فإذا كانت الجوهرة تخطف الأبصار لبرهة فإن دبي وخططها تخطف الأبصار والألباب في آن واحد وهذا ما لا تتحمله أي جوهرة غير دبي التي أكلت قلوب المعجبين بها لأنها فعلاً جوهرة الإمارات الحبيبة في بريقها ولمعانها الأخاذ، نقول بالفعل المقارنة بين دبي وأي جوهرة ظالمة لدبي لأنها مدينة لا ولن ترخص أبداً منذ اكتشافها جغرافياً وتاريخياً منذ خمسة آلاف عام. فاسألوا صناع الجواهر ما هي قيمتها عندما تشترى وما سعرها بعد البيعة الأولى، واقعياً فالذهب أغلى منها عند إعادة البيع وهذه المقارنة التجارية الهدف منها معرفة القيمة النوعية لدبي عاصمة دولتنا الاقتصادية بمعنى الكلمة، فدبي جوهرة سعرها فيها ومنها وكلنا علمنا بأنها جزء جوهري وأساسي من أصل دولتنا وإماراتنا الغالية، فهي تزداد ألقاً ورفعة ووزناً بين أمم الأرض قاطبة. بالأمس القريب عرضت دبي خطتها الجوهرية 2021 من ضمن خطة الدولة الاتحادية وهي جزء خاص من خطتها الخمسينية التي مع الأيام تضيء أنوارها على أرض الواقع، ليزداد قاطنوها ثقة بمكانتها وحيويتها الدائمة، فهي المدينة التي لا تنام وإن نام سكانها فلا يصحون إلا على أمر جديد يصدم أفكارهم قبل أن يخطف أبصارهم. يقول أحد الطلبة المبتعثين للدراسة إلى الخارج عن شعوره عندما عاد من اغترابه إلى مرباه الأول في دبي مؤكداً على أنه «بعد عودتي أضعت الطريق إلى منزلي نظراً لتغير خارطة الطريق عليّ». فهل تصدق ذلك في دبي أم تحلم أن هذا قد حصل فعلاً، فالحديث قد جرى في أوائل التسعينات من القرن الماضي فماذا نقول عن جوهرة جوهرتنا، ألم نسمع عن الماسة عندما تلبس الماسة، فيا ترى كم تصبح الماسة أجمل وأكثر أناقة عليها فهذه هي خطة دبي بل هي أكثر. فدبي القرن الحالي أكثر تقدماً وتطوراً مما ذكره صاحبنا ذاك في تجربته، فلو عاد مرة أخرى إلى طريق داره السابق من جديد لوجد فيه اختلافاً كثيراً وسعة حضارية تعجز الألسن وكذلك الأقلام السيالة عن وصفها فهذه هي دبي دائماً وأبداً. حتى الآن لم نلامس الخطوط العريضة للخطة الجوهرة وقد لا نحتاج إلى ذلك كثيراً لأنها يومياً تفصح عن نفسها لأن عشاق الجواهر لا يعجزون عن البحث عنها أينما كانت في الأصقاع فكيف والجوهرة بين أيديهم ويرونها ويراعونها حق رعايتها بماء الولاء والانتماء والإخلاص. فالخطة الجوهرة في رسالتها حلقت مع طائرة «درون» التي حلت على الجماهير التي ضجت بها ساحة الاحتفالية الرائعة بكل ما في هذه الروعة من معنى، وقد حملت في ثناياها ما هو المطلوب من كل فرد وليس من الحكومة وحدها، لا نقول الفرد المواطن، بل الفرد الساكن في دبي الجوهرة بمعانيها قبل مبانيها حملها صاحب قلب عاشق لهذه الجوهرة التي خرجت من قلب الإمارات تبث إلى العالم نتائج تخطيطها المستقبلي القائم على تبني الفكر المبدع وغير التقليدي كما أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي أكد على أن «إطلاق الخطة يأتي إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من العمل تواصل فيها دبي مسيرتها نحو تأكيد الريادة في مختلف المجالات الحيوية بناء على خطط تضمن استمرارية النجاح واستدامته وفق أسس علمية مدروسة وواضحة ودقيقة». وأوضح سموه أن المرحلة المقبلة وتحديد السنوات السبع التي تغطيها الخطة هي مرحلة حافلة بالفرص بما يتطلبه ذلك من عمل واجتهاد ومثابرة لملاقاة التطلعات العالمية. هذا وقد أكد سموه على «سعادة الناس ورفاهيتهم وضمان الحياة الكريمة لهم هي الأهداف الأسمى التي تصب كافة الجهود في اتجاه تحقيقها». والآن نعرض خلاصة الخطة 2021 والتي ترتكز إلى ستة محاور رئيسية وهي: موطن لأفراد مبدعين وممكَّنين ملؤهم الفخر والسعادة، مجتمع متلاحم ومتماسك، المكان المفضل للعيش والعمل والمقصد المفضل للزائرين، مدينة ذكية ومستدامة، محور رئيسي في الاقتصاد العالمي، حكومة رائدة ومتميزة. يقول أحد أفراد العمالة الوافدة، أقمت في دبي الخلابة قرابة ثلاثة عقود، استطعت خلالها براتبي الذي لم يتجاوز الثلاثمائة درهم بناء منزل لي في موطني الأصلي أعده قصراً هناك، فلولا هذه الجوهرة لما فعلت ذلك طوال حياتي، ولكنها دبي دائماً أرض البركة والعطاء وإطالة أمد حياة الناس والجماد.