في دراسة حديثة نشرها موقع «هوتيل آند رست»، مؤخراً، جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة بين أفضل 10 دول في العالم لقضاء العطلات، لتواصل تقدُّمها بين الوجهات السياحية المفضلة عالمياً، بفضل ما تتمتع به من مزايا سياحية متعددة ومتنوعة، وعلى رأسها تنوع مرافقها السياحية وتوافر مقومات الأمن والاستقرار المجتمعي، وقوة ركائز التطور والتنمية. وفي ظل تمتُّعها بهذه المقومات، أكدت الدراسة أن الإمارات مؤهلة لتصدُّر مراتب متقدمة بين الوجهات السياحية المفضلة عالمياً على مدار العقد المقبل، خصوصاً مع استضافتها الفعاليات الدولية الكبرى، التي من بينها معرض «إكسبو الدولي 2020». ويعتبر انخفاض متوسط أسعار الفنادق أحد عوامل الجذب السياحي في دولة الإمارات العربية المتحدة، مقارنة بمثيلاتها في العديد من المناطق، فوفقاً للدراسة المذكورة، تنخفض أسعار الفنادق في الإمارات بنسبة تتراوح ما بين 30% و%35 مقارنة بمعظم الدول الأوروبية وأستراليا، وهذا العامل، إلى جانب غيره من العوامل، هو الذي جعل إمارتَيْ أبوظبي ودبي في المرتبتين الثالثة والرابعة على التوالي كوجهة لقضاء العطلات الشتوية بالنسبة إلى السائحين البريطانيين، وهذه العوامل أيضاً هي نفسها التي وضعت مدن الإمارات في المرتبة الأولى كوجهة لقضاء العطلات الشتوية بالنسبة إلى السائحين الألمان. جدير بالذكر، أن المراتب المتقدمة لصناعة السياحة في دولة الإمارات العربية المتحدة على المستوى العالمي تتطلب جهداً كبيراً للمحافظة عليها، يتم بذلها في مجال تطوير المرافق السياحية وإنشاء الفنادق الجديدة وغيرها، لكي يظل القطاع السياحي قادراً على المنافسة في المستقبل. وفي هذا الصدد، أوردت الدراسة المذكورة أن الإمارات بصدد إنشاء نحو 120 فندقاً جديداً، بطاقة استيعابية تقدَّر بنحو 40.1 ألف غرفة فندقية جديدة، في حين يصل إجمالي عدد الفنادق قيد الإنشاء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كلها إلى 644 فندقاً، تحتوي جميعها على نحو 151.6 ألف غرفة فندقية جديدة، ما يعني أمرين مهمين: الأمر الأول، أن الامارات تستحوذ على نحو 18.6% من إجمالي عدد الفنادق ونحو %26.4 من إجمالي عدد الغرف الفندقية، الجاري إنشاؤها في جميع دول المنطقة. والأمر الثاني، أنه في الوقت الذي يصل فيه متوسط الطاقة الاستيعابية للفنادق الجاري إنشاؤها في دول المنطقة إلى نحو 235 غرفة فندقية، فإن الطاقة الاستيعابية للفنادق الجديدة الجاري إنشاؤها في الإمارات إلى نحو 335 غرفة فندقية، بزيادة قدرها 100 غرفة. هذا المؤشر الأخير له دلالة مهمة للغاية فيما يتعلق بالبنية التحتية للقطاع السياحي الإماراتي بشكل عام، مقارنة بما هو سائد في مجمل دول المنطقة، إذ إنه يدل على أن دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت بشكل كبير في تطوير صناعة السياحة الوطنية بمختلف جوانبها، فوفرت البنى التحتية والتسهيلات الضرورية والتقنيات المواكبة لتمكين الاستثمار في القطاع بشتى أنواعه: الحكومي أو الخاص، الوطني أو الأجنبي، ففتحت للقطاع آفاقاً واسعة للانطلاق، وربطته بشكل فاعل وناجح مع حركة التطور والازدهار التي تشهدها باقي القطاعات الاقتصادية في الدولة، كقطاع العقارات والطاقة والتجارة والثقافة والتراث والصناعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فضلاً عن تطويرها للقطاعات التي ترتبط بشكل مباشر مع قطاع السياحة، كالنقل والمواصلات والطيران المدني والخدمات اللوجستية، وغيرها من القطاعات، التي يعتبر توسيعها وتطويرها مطلباً لتوسع القطاع السياحي وازدهاره. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية