بين حسم الرهان في تونس.. والانفتاح لتحفيز الإصلاح في كوبا لومانيتيه في صحيفة لومانيتيه كتب محيي الدين شربيب، وهو مثقف وناشط حقوق إنسان تونسي مشهور، مقالاً بعنوان: «لماذا سأصوت ضد المرزوقي» قال فيه إن هذا الأخير قد خيّب آماله وآمال قطاع واسع من شركائه السابقين في النضال ضد نظام بن علي، حيث إنهم توقعوا منه حصيلة رئاسية مختلفة تماماً عما انتهى إليه أداؤه خلال فترة رئاسته المؤقتة خلال السنتين الماضيتين. فقد تبيّن سريعاً أن «ربيع قرطاج» قد انقلبت بوصلته مع المرزوقي المناضل العلماني ذي التاريخ المشهود في مقارعة نظام بن علي، حيث أحاط نفسه في قصر قرطاج ببطانة من المستشارين الإسلامويين، وظل يقف ضد خيارات القوى التقدمية والعلمانية في سجالات إعداد الدستور، ومع مرور الوقت خسر قصر قرطاج في زمنه بعض أكثر مستشاريه جدية وكفاءة ممن دفعتهم الضغوط والصراعات في كواليس الحكم للاستقالة، مثل هادي بن عباس، وعزيز كريشان، وغيرهم كثير. وفي المجمل يرى الكاتب أن التعويل على المرزوقي كمرشح ديمقراطي علماني، لم يعد وارداً بالنسبة له، لأن المراهنين عليه في الواقع كمن يتوقع مطراً من سماء صافية. لوموند وصفت صحيفة لوموند في افتتاحية خصصتها لتحليل دلالات قرار الرئيس أوباما الانفتاح على كوبا والتطبيع معها، بأنه قرار شجاع وتاريخي، مؤكدة أن هذا الموقف من شأنه أن يشكل تحولاً جذرياً في علاقة الولايات المتحدة مع جارتها الصغيرة وخصمها التاريخي اللدود، وهو موقف يشبه في رمزيته وقوته قرار الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون السفر إلى الصين والمصالحة معها في سنة 1972 أو نجاح الرئيس الأسبق جيمي كارتر في الدفع من أجل التوقيع على اتفاقات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في سنة 1978. والحال أن قرار الرئيس الأميركي الانفتاح على جزيرة فيدل كاسترو والعمل لطي صفحة الخلاف المستحكم معها، الذي أُعلن عنه من المكتب البيضاوي يوم الأربعاء الماضي، 17 ديسمبر، من شأنه أن ينهي ميراث نصف قرن من المقاطعة والحصار وتجميد العلاقات الذي عانت منه كوبا أشد المعاناة، وفوّت أيضاً على أميركا فرص شراكة ممكنة في فضائها الإقليمي القريب، بل القريب جداً. وهو على كل حال قرار عاقل وشجاع وتاريخي. وهو قرار عاقل لأنه، كما قال الرئيس الأميركي: «لا يمكن الاستمرار في السياسة نفسها طيلة خمسة عقود، وتوقع نتائج مختلفة»، فقد ظلت السياسة الأميركية ثابتة طيلة هذه الفترة المديدة تجاه كوبا في حين أن العالم من حولها قد تغير كثيراً، وجرت مياه كثيرة من تحت الجسر، ولذا صارت مع مرور الوقت سياسة غير مثمرة، بكل المقاييس. وقد ظل فيدل كاسترو في الحكم على امتداد فترات حكم 11 رئيساً أميركياً، ولم تتمكن أميركا من تغيير نظامه حتى خلفه أخوه في سنة 2008. هذا طبعاً دون إغفال التحولات الواسعة التي عرفتها كوبا نفسها بعد سقوط الاتحاد السوفييتي السابق، وكذلك صعود اليسار اللاتيني في العديد من دول القارة الأميركية الجنوبية. وفي المجمل فإن الانفتاح على كوبا الآن يأتي في وقته لتحفيز التحديث والإصلاح فيها، ولدعم القطاع الخاص الصاعد، واقتصاد السوق، وكسب رهان استمالتها بسياسة الجزرة بعدما أخفقت طيلة العقود الماضية محاولة تطويعها بسياسة التلويح بالعصا الأميركية الغليظة. ليبراسيون نشرت صحيفة ليبراسيون مقالاً بعنوان: «وحشية طالبان» قالت فيه إنه لا يمكن إيجاد تبرير أو تفسير في أي دين كان للجريمة البشعة المروّعة التي أقدمت عليها حركة «طالبان باكستان» الإرهابية، بقتلها لعشرات الأطفال من التلاميذ الصغار في مدرسة بمدينة بيشاور، من خلال إطلاق النار عليهم في الرأس بهدف القتل العمد. وليست هذه الجريمة الوحشية هي أول فظاعات تلك الجماعة الإرهابية بحق الأطفال الأبرياء، فهي نفسها التي حاولت اغتيال الفتاة ملالا يوسف زاي، الحاصلة على جائزة نوبل السلام لهذا العام. وكانت «تهمتها» الوحيدة من وجهة نظر أولئك الغلاة المتعصبين هي أنها فتاة أولاً، وتريد التعلم ثانياً. ولم تتوقف الحركة طيلة السنوات الماضية أيضاً عن استهداف المدارس وتلامذتها، وكذلك الفرق الطبية ومتطوعيها. وقالت الصحيفة إن الحركة تسعى لزعزعة استقرار باكستان، وتحويلها إلى دولة فاشلة، وهو ما يجعلها تستهدف كل صور الحياة وكافة أسباب البناء والنماء، وأولها العنصر البشري، الذي تسعى المدارس لتكوينه وتسليحه بالعلم والمعرفة. إعداد: حسن ولد المختار