عُقد في دبي يوم الأحد الموافق 14 ديسمبر 2014 المنتدى الاستراتيجي العربي الذي دشنته «دار الحي» بدءاً بعام 2001 بتوجيهات سامية من حضرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كمبادرة اقتصادية– سياسية– ثقافية– فكرية واجتماعية تهدف إلى استعراض ومناقشة والبحث عن حلول عملية وناجحة لقضايا المنطقة العربية ومناطق العالم الأخرى، والمهم في فكرة عقد هذا المنتدى هو أنه يهدف بشكل أساسي إلى استشراف المستقبل بالنسبة للقضايا التي تطرح للحوار والمناقشة انطلاقاً من الاقتناع بفكرة أن دراسات الاستشراف المستقبلي باتت جزءاً مهماً من دراسات التحليل الاقتصادي والسياسي والأمني الاستراتيجي والثقافي والفكري في عالم اليوم، يبنى على النتائج التي يتم التوصل إليها من سياسات وقرارات تسهم كثيراً في حل العديد من المشاكل. عقد المنتدى هذا العام في وقت يشرف فيه العالم على توديع عام زخر بالعديد من الأحداث السياسية والاقتصادية والأمنية الكبرى، وعلى استقبال عام جديد تتطلع إليه البشرية، وهي على أمل أن تتمكن من حل شفرات العديد من المشاكل التي تعصف بها، فإلى جانب القضايا الكبرى التي طرحت في المنتدى، وهي هبوط أسعار النفط التي تحدث عنها كل من فرانسيس فوكوياما وبول كروجمان، ومستقبل العالم العربي الذي تحدث عنه أحمد أبو الغيط، والمتغيرات الكبرى التي سيُقبل عليها العالم قريباً والتي تحدث عنها "بروس دي ستيكا"، والقضايا السلبية المصاحبة لدعم الطاقة في الدول النفطية التي تحدث حولها عدد من الخبراء في جلسة "حالة الاقتصاد العربي"، توجد العديد من القضايا الرئيسية الملحة التي ستواجه المنطقة العربية وجوارها الجغرافي والعالم أجمع على مدى السنوات القليلة القادمة، والتي لم يكن من الممكن للمنتدى أن يطرحها وهو معقود ليوم واحد فقط. وتحديداً وليس تفصيلاً المنطقة العربية وجوارها الجغرافي والعالم أجمع سيواجه مشاكل جمة على المدى المنظور أهمها: قيام الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب الأخرى بدعم حركات الإسلام السياسي في المنطقة، خاصة "الإخوان المسلمين" بدعاوى دعم نشر الديموقراطية في المنطقة بوسائل مثيرة للانتباه، ووجود قوة عظمى وحيدة في عالم اليوم غير قادرة حتى الآن على ترسيخ أسس نظام عالمي جديد بعد أن انهار النظام العالمي القديم القائم على وجود قطبين عظيمين، ومجموعة من الدول الكبرى الأخرى، والذي ستمر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى أن انتهت الحرب الباردة، وغموض فكرة دعم ونشر الديموقراطية في العالم النامي والمنطقة العربية، ومشاكل البيئة والتغير المناخي، وتداعيات ثورة المعلومات والشبكات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي غير المسيطر على سلبياتها، ومستقبل النظام والأوضاع النووية حول العالم، وعودة الحروب المحدودة التي ستشكل خطراً على الدول الصغيرة والمتوسطة الحجم، وظهور القوى الاقليمية القوية الجديدة، وغموض طروحات قضايا حقوق الإنسان وعدم مصداقية المنظمات التي تدعي الدفاع عنها، وقضايا الإرهاب بكافة أشكالها وتجلياتها. وأخيراً قضايا الإنفجار السكاني، وهذا غيض من فيض فالقائمة تطول. مجمل القول: إن المنتدى كان ناجحاً بكل المقاييس، خاصة في الجانب الذي قام فيه حضرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، بالتعليق عليه وذكر فيه أن دولة الإمارات استعدت باكراً للكثير من السيناريوهات الاقتصادية العالمية، وبنت الكثير من سياساتها لكي تكون جاهزة لمواكبة التغيرات الاجتماعية والتقنية وحتى السياسية كافة. فهنيئاً للإمارات بفارسها وفارس العرب محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله ورعاه، وهنيئاً لدبي "دار الحي" بنجاح دورة المنتدى الاستراتيجي العربي لهذا العام. د. عبدالله جمعة الحاج