تبدو قصة التعيينات في السلطتين القضائية والتنفيذية في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الجاري مثيرة للاهتمام. فهناك أمور كثيرة على المحك، مع النظر في تعيين عشرات القضاة الجزئيين الفيدراليين وكثير من موظفي السلطة التنفيذية، بما في ذلك منصب كبير الأطباء. ولو أن هذه التعيينات انتظرت إلى أن يهيمن الجمهوريون على مجلس الشيوخ الشهر المقبل، لأمكن تعطيلها أو ربما عرقلتها تماماً. لكن في الوقت الراهن، تمتلك الأغلبية الديمقراطية الأصوات اللازمة لتثبيت المرشحين، ورغم ذلك، لا يزال يمكن للجمهوريين تأجيل عملية التثبيت، ومدها لبضعة أيام، أو ربما لأسبوع كامل، مما يعني أربعة سيناريوهات مرتقبة خلال الأيام المقبلة: الأول: أن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، السيناتور الديمقراطي «هاري ريد»، لا يراوغ، ومن ثم سيتوصل الجمهوريون إلى أن الديمقراطيين عازمون على البقاء ومواصلة العمل في واشنطن على قائمة التعيينات قبل التوجه إلى قضاء عطلتهم. وإذا كان الأمر كذلك، فكل ما يمكن للجمهوريين فعله لتعطيل عمليات التصويت هو إجبار أعضاء مجلس الشيوخ على البقاء. وفي هذه الحالة، ربما يستسلمون قريباً ويسمحون بتثبيت التعيينات سريعاً، ومن ثم ينهي مجلس الشيوخ عمله اليوم أو غداً. والثاني: أن ريد يراوغ، ولا يريد أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين البقاء في واشنطن، وفي هذه الحالة، بعد تثبيت بعض الترشيحات خلال اليومين المقبلين، سيضيق ريد ذرعاً ويسمح للأعضاء بالذهاب إلى منزلهم. السيناريو الثالث: أن ريد لا يراوغ، لكن الجمهوريين يعتقدون أنه يفعل، وفي هذه الحالة، سيبقى أعضاء مجلس الشيوخ المشاكسين في واشنطن، وسيهدر الجميع وقته وفي نهاية المطاف سيتم تثبيت التعيينات. السيناريو الرابع والأخير: أن ريد لا يراوغ، لكن الجمهوريين مرعوبون من أن يوصموا بأنهم «ليسوا محافظين بما يكفي» إذا لم ينخرطوا في عملية تأجيل لا طائل من ورائها، لا لشيء سوى التأجيل في حد ذاته. وسيسفر ذلك بالطبع عن النتيجة غير المرضية ذاتها. وأتصور أن هناك إمكانية أفضل؛ وهي أن يتوصل الحزبان إلى اتفاق يحرر أعضاء مجلس الشيوخ كي يذهبوا لقضاء العطلة بينما يمنح الديمقراطيون كثيراً من تثبيتاتهم المنشودة -وليست كلها- التي سيحصلون عليها حال بقائهم في العمل حتى أعياد رأس السنة. ------ جوناثان بيرنشتاين يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»