اقتربت النهاية، أو على الأقل هكذا تعتقد هوليوود. وعندما يتعلق الأمر بالتفكك المستمر للأنظمة الأرضية الأساسية، مثل انهيار حالة المحيطات، وتراجع التنوع الحيوي، وانتهاء استقرار الغلاف الجوي.. يواصل المجتمع السياسي إطلاق صافرات الإنذار. وفي هذه الأثناء يرسل صناع الأفلام إشارات استغاثة بأننا لا محالة هالكون! فهل هذا الافتراض محض خيال؟ يبدو جزء منه كذلك. وأكثر شيء وهمي في بعض الأفلام ليست سيناريوهات يوم النهاية، وإنما الاستطراد في فكرة أن بعض البشر سيتمكنون من النجاة بأنفسهم من الكارثة. وأحد الأمثلة على ذلك، فيلم المغامرة والخيال العلمي «بينجمي»، للمخرج كريستوفر نولان. فبينما توشك الأرض على الانهيار مع ذبول المحاصيل وتضاؤل نسبة الأكسجين في الغلاف الجوي، يتسابق فريق من رواد الفضاء إلى المجرات البعيدة، بحثاً عن كوكب جديد يصلح لإنقاذ الجنس البشري. ويخبرنا الفيلم أن آخر الأحياء على الأرض لن يموتوا جوعاً وإنما اختناقاً. ويبدو أن مثل هذه السيناريوهات لنهاية العالم باتت معتادة في الكتب والأفلام بدرجة أعطتها طابعاً خاصاً هو «الخيال المناخي». ورغم أن التهديدات ليست بالضرورة متعلقة دائماً بالمناخ، فالكارثة الوشيكة في فيلم «بينجمي» بدت بيولوجية أكثر من كونها متعلقة بالغلاف الجوي. ويشمل أدب «الخيال المناخي» ثلاثية «مادادام» للروائية «مارجريت آتوود»، و«خلاف ضد الغد» لـ«ناثانيال ريتش» و«زيارة من الزمرة الحمقاء» لـ«جنيفر إيجان» الحائزة على جائزة بوليترز، والتي أنهت روايتها بمشهد لمجموعة من سكان نيويورك يصعدون إلى قمة جدار بحري عملاق، كان أحد الأماكن القليلة في المدينة التي يمكن من خلالها مشاهدة الغروب. وفي هذا التوقيت من ارتفاع درجة حرارة الأرض، بات بعض التفكك البيئي الخطير، وإن كان بدرجة أقل من الأفلام، أمراً حتمياً. وترتكز الأفلام على وعد بالفرار، غير أن الأوهام تظل مضحكة إلى أن تبدأ في التحول إلى ضلال، فلم يستطع سوى 536 شخصاً حتى الآن الخروج من الغلاف الجوي للأرض، ما يعني أنه لن يمكن إقامة مستعمرة للجنس البشري بين النجوم يلوذ بها قليل من المحظوظين. فالفرار ليس خياراً، على الأقل خلال الإطار الزمني الخاص بمعضلتنا المناخية الراهنة. وتذكرني مقولة أحد رواد الفضاء في فيلم «بينجمي»: «إنه كوكب ملائم تماماً، ولن نجد آخر مثله»، بلافتة رأيتها في مسيرات من أجل المناخ: «لا يوجد كوكب بديل». جيسون مارك يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»