في بداية الشهر الجاري، نشرت عناصر تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي كتيّباً يوضح إرشادات حول كيفية التعامل مع الأسيرات القابعات في قبضتهم. وأصدر الوثيقة «قسم الأبحاث والفتوى» التابع للتنظيم، بعنوان «أسئلة وأجوبة حول كيفية التعامل مع الإماء والعبيد»، حسبما أفاد معهد الشرق الأوسط للأبحاث الإعلامية، الذي يراقب الأنشطة المتطرفة. وحسب بعض الروايات، فقد اختطف «داعش» آلاف النساء على مدار أشهر مارَسَ فيها الوحشية وسفك الدماء خلال العام الجاري. ومن بينهن ما لا يقل عن 2500 من النساء المنتميات للطائفة الإيزيدية التي يعتبرها «الجهاديون» كافرة. وقد أعطتنا الشهادة المروعة للإيزيديات اللائي فررن من براثن أسْر «داعش» نظرة مخيفة على وحشية وفظاعة المسلحين. وأظهر تسجيل فيديو تم تداوله على موقع «يوتيوب» في نوفمبر الماضي بعض المسلحين يمزحون بشأن عدد الأسيرات المملوكات لديهم. ويقول الكتيب إنه يجوز أسر أي امرأة «كافرة» ومواقعتها «مباشرة» إذا كانت «بكراً»، أما إذا كانت «ثيباً» فيجب الانتظار حتى تطهر. وتتنوع الأسئلة الـ27 وأجوبتها الواردة في الكتيّب بين «غريبة» و«مثيرة للضحك»؛ بينما يحذر من أنه لا يجوز للشخص تقبيل أمَة مملوكة لشخص آخر. وعلاوة على ذلك، يقدم الكتيب إرشادات «داعش» بشأن متى يمكن لمسلحها ضرب أمَته، فيقول: يجوز ضرب الأمة كنوع من «التأديب»، ولكن لا يجوز ضرب بهدف «التكسير» أو «التشفي» أو «التعذيب»، ويحرم ضرب الوجه. ويعطي الكتيّب أيضاً الحق لـ«الجهادي» في مواقعة الفتاة غير البالغة فيقول: «يجوز له ذلك إذا كانت الأمَة التي لم تصل سن البلوغ تطيقه». وتعتبر مثل هذه الكتيّبات بالنسبة لتنظيم «داعش» وسيلة لنشر دعاياته وتلميع نظامه المتعصب والمتطرف. وأوضح تشارلي وينتر الباحث لدى مؤسسة «كويليام» للأبحاث المناهضة للتطرف في لندن، أن محتوى الكتيّب، وإن كان مثيراً للاشمئزاز وصادماً، إلا أنه ليس مفاجئاً، مضيفاً: «نحن نعرف أن تنظيم داعش برر وشرْعن العبودية في منشوراته السابقة». ---------- يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»