لحظة أفغانستان الصعبة.. وفرصة تركيا السانحة لومــــونــد نشرت صحيفة لوموند مقالاً بعنوان: «أفغانستان: توقعات متشائمة» قالت فيه إن أياماً قليلة هي ما بات يفصلنا عن انتهاء مهمة الحلف الأطلسي «الناتو» في أفغانستان، والوضع هناك ما زال على غير ما يرام، بطبيعة الحال. ويكفي ما جرى في كابول يوم الخميس الماضي، الموافق 11 ديسمبر، للدلالة على صعوبة الحال وكارثيته. فبعد مرور ثلاثة عشر عاماً على طرد حركة «طالبان» من كابول، إثر هجمات 11 سبتمبر 2001، ها هي الحركة تعاود الرجوع من جديد لتهديد الاستقرار، وزرع أجواء الرعب في وسط العاصمة. وفي الوقت ذاته تطوي قوات التحالف، الأميركية في الأساس، حقائبها للانسحاب وترك الحال على ما هو عليه. وللتذكير فإن يوم الخميس الماضي بدأ بهجوم في ضواحي العاصمة من ذلك النوع من الهجمات التي تستهدف جنبات الطرق ولا تحظى بالقدر الكافي من الاهتمام في الصحافة الدولية. وقد استهدف مفجر انتحاري حافلة لنقل الجنود مخلفاً ستة قتلى وعدداً آخر من المصابين. وقد أعلنت «طالبان» مسؤوليتها عن هذه العملية. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه وقع هجوم انتحاري آخر في وسط كابول، واستهدف هذه المرة المركز الثقافي الفرنسي، الذي يلقى إقبالاً ملحوظاً من طرف الشباب الأفغاني، المتعطش لتلقي العلم والثقافة والمعرفة. وفي المجمل فإن الغد الأفغاني، في مرحلة ما بعد اكتمال الانسحاب، يطرح الآن العديد من الأسئلة، ويحمل الكثير من دواعي التوجس والقلق تجاه المستقبل. لوفيغارو في مقال بعنوان: «على أوروبا تكثيف الضغط على أردوغان» ذهب الكاتب بيير روسلين في مقال نشره بصحيفة لوفيغارو إلى أن على تركيا أن تضطلع بمسؤوليتها السياسية تجاه أوروبا في هذا الوقت الصعب الذي تواجه فيه القارة العجوز، والعالم كله، خطر تغول إرهاب تنظيم «داعش» في العراق وسوريا. وتركيا دولة كبيرة، وعضو في الحلف الأطلسي، وتسعى منذ زمن بعيد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وكل هذه الاعتبارات تفرض عليها أن تكون في مقدمة صفوف المواجهة للقضاء على تنظيم «داعش» ومنع آلاف الشبان الأوروبيين من عبور الأراضي التركية للالتحاق بالتنظيم الإرهابي. وقال الكاتب إن أمام تركيا الآن فرصة سانحة للبرهنة على أهميتها وضرورتها لأوروبا، وذلك بالانخراط في شراكة أمنية فعالة مع دول القارة، في مواجهة الإرهاب المتفاقم على حدودها الجنوبية. وفي هذا السياق سعت الممثلة العليا الجديدة للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فردريكا مورغيني لإقناع حكومة أنقرة يوم الاثنين الماضي بضرورة البرهنة على جديتها في العمل مع شركائها الأوروبيين، خاصة أن ثمة تراجعاً في نسب تأييد انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، بسبب العديد من التوجهات والسياسات الأخيرة التي اتبعها الرئيس التركي أردوغان. وفيما يتعلق بفرنسا يرى الكاتب أن في مقدورها ممارسة مزيد من الضغط على أردوغان لتحفيز تعاونه، وفي يد باريس أوراق كثيرة غير «الدبلوماسية الاقتصادية» حيث تستطيع حلحلة جمود ملف عضوية تركيا في الاتحاد، التي كان الرئيس السابق ساركوزي قد أوقف المفاوضات بشأنها. لومانيتيه كتب المحلل السياسي «باتريك لوياريك» مقالاً في صحيفة لومانيتيه تحت عنوان: «أرض، ودولة للفلسطينيين» قال فيه إن حالة الاحتقان والانسداد الراهنة في عملية السلام تفرض العمل على مواجهة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، واتخاذ مواقف حازمة كفيلة بالضغط على نتنياهو وإرغامه على التوقف عن العدوان والقمع والتوسع على حساب حقوق الشعب الفلسطيني. وقد سارت بعض المواقف الأوروبية الأخيرة في الاتجاه الصحيح، خاصة بعد قرار الحكومة السويدية، وبرلمانات المملكة المتحدة، وإيرلندا، وإسبانيا، وفرنسا، الداعية للاعتراف بالدولة الفلسطينية. ويتوقع أيضاً أن يسير البرلمان البرتغالي، وربما الإيطالي كذلك في نفس الطريق. ويتعين على القوى الأوروبية المؤيدة للسلام أن تواصل جهودها لجعل أكبر عدد ممكن من البرلمانات في القارة تدفع حكوماتها إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبذل كل جهد ممكن لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، كاملة السيادة. وأكد الكاتب أن مساعي اليمين الإسرائيلي الرامية لعرقلة قيام الدولة الفلسطينية، التي تنص عليها قرارات الشرعية الدولية، تمثل تحدياً لقرارات الأمم المتحدة بهذا الصدد الصادرة منذ زمن بعيد. كما يسعى الاحتلال الإسرائيلي أيضاً لمنع الحديث عن «حق العودة» الذي يمس حقوق ستة ملايين فلسطيني هجّروا من مدنهم وقراهم منذ سنة 1948. وفي الأخير دعا الكاتب للتوقف عن استخدام صفة «الأراضي الفلسطينية» لأن فلسطين دولة وحدودها معروفة وحقوق شعبها أيضاً ثابتة بموجب قرارات الشرعية الدولية. إعداد: حسن ولد المختار