أهم ما يميز المنظومة الأمنية في دولة الإمارات العربية المتحدة أنها تقوم على العلم، وتستفيد استفادة كاملة من أحدث ما ينتجه البحث العلمي في مجال العمل الأمني. وفي هذا السياق جاء تأكيد الدكتور محمد مراد عبدالله، مدير مركز دعم اتخاذ القرار في شرطة دبي، رئيس اللجنة التنسيقية لمراكز البحوث ودعم اتخاذ القرار في وزارة الداخلية، أن «البوابة الفكرية» الموحدة لوزارة الداخلية سوف ترى النور في مطلع العام المقبل 2015 بهدف توفير المعلومات والبيانات التي تحتاجها القيادات الأمنية العليا من خلال الدراسات والأبحاث العلمية التي تنتجها مراكز البحوث والدراسات الأمنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوفير هذه الدراسات والبحوث عبر شبكة الإنترنت. إن هذا المشروع «البوابة الفكرية» لوزارة الداخلية يكتسب أهميته من العديد من الاعتبارات الأساسية، أولها أنه يجمع الإنتاج العلمي لمراكز الدراسات الأمنية في الإمارات في مكان واحد، ويجعله متاحاً لصانعي القرار في المجال الأمني، إضافة إلى الباحثين، وهذا يعظم الفائدة من هذا الإنتاج بشكل كبير. وثانيها هو أن هذه البوابة تربط بين البحث العلمي على المستوى النظري والتطبيقي من خلال عملية صناعة القرار واتخاذه؛ لأنها توفر إطاراً لتحقيق التفاعل بين النظرية والتطبيق، وضمان وصول الدراسات والبحوث العلمية إلى القيادات الأمنية المعنية باتخاذ القرار. وثالث الاعتبارات أن هذا المشروع ينسجم مع توجهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الخاصة بوضع العلم في خدمة الأمن والحرص على أن تستند المنظومة الأمنية في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أسس علمية قوية، سواء من خلال عملية البحث العلمي أو تدريب العناصر الأمنية في أعرق المؤسسات المتخصصة في العالم، فضلاً عن تشجيع منتسبي وزارة الداخلية على تحصيل العلوم والحصول على الشهادات العليا في التخصصات الأمنية المهمة. وقد عبّر سموه عن هذا التوجه بوضوح حينما دعا خلال لقائه في شهر سبتمبر من العام الماضي، 15 ضابطاً من برنامج خبراء ديوان وزارة الداخلية بعد أن أنهوا دورات تدريبية في مجالات القيادة والتخطيط الاستراتيجي، وإدارة الأداء والسياسات في كلية الدراسات الحكومية في جامعة هارفرد، إلى البحث عن الأفضل في المجالات التدريبية القائمة على المنهجية العلمية، وحض منتسبي الوزارة على الاستفادة من مختلف العلوم والمعرفة والبرامج التدريبية الحديثة؛ لتعزيز كفاءاتهم من أجل تحسين جودة الخدمات والحفاظ على مكتسبات التميز، بما يسهم في تطوير العمل الشرطي والأمني إلى الأفضل دائماً. وفي ضوء الموقع المحوري للبحث العلمي في استراتيجية الأمن في دولة الإمارات العربية المتحدة، ينعم الوطن بالاستقرار والأمن، وتمتلك الأجهزة الأمنية الإمكانات والقدرات التي تمكنها من منع وقوع الجريمة والتحرك الاستباقي ضدها، وكشف أي جريمة في حال وقوعها في وقت قياسي، وفضلاً عن ذلك فقد حصلت المنظومة الأمنية الإماراتية على كثير من جوائز التميز والتفرد من قبل مؤسسات مهمة، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي. وعلى الرغم من التطور الكبير الذي شهدته أجهزة الأمن الإماراتية الاتحادية والمحلية، فإنها تعيش عملية تطوير مستمرة لا تتوقف، عمادها العلم، وهو ما يكسبها القدرة الفائقة على التصدي الحاسم للجريمة، أياً كانت طبيعتها أو هدفها. ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.